لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الأربعاء، 30 أغسطس 2017

"الفزاعة" مسرحية للاطفال بقلم: عبدالله جدعان



 ( الفزاعة  )
((مسرحية للاطفال))
تأليف عبدالله جدعان
ألشخصيات :
سالم/ طفل في العاشرة من العمر
سامي / طفل في العاشرة من العمر
صافية  / طفلة في العاشرة من العمر
الرجل  / متوسط العمر
(المسرح خالي - يسمع صوت جرس انتهاء الدرس )
سالم : (واقفا " ينظر خارج المسرح )
سامي : ( يقترب من سالم وهو يحمل حقيبته المدرسية ويكلمه على عجلة  )
هيا لنذهب  سويا " الى دكان البقال .
سالم  : (دون مبالاة ) لا ، لا شكرا "
سامي : (ممسك بذراع سالم بقوة ) هيا يا صديقي ،سأشتري لك عصير البرتقال .
سالم : اه ، كم أنت عنيد يا سامي انني انتظر أختي صافية لكي نذهب
                             الى المزرعة .
سامي : أية مزرعة ؟
سالم : مزرعة العم صالح ، ليست بعيدة وهي تقع على طريق مدرستنا،
                    فيها  الزرع والهواء اللطيف .
سامي : (باستهزاء ) وماذا تفعلون هناك ؟ تحصدون ام تزرعون ؟
سالم : نجلس في كوخ العم صالح ونتبادل الحكايات.
سامي : (بتوسل) ألا ينزعج العم صالح اذا رافقتكم اليوم ؟
سالم : كلا ، كلا فهو يحب اطفال ، وحينما تراه ستحبه كثيرا "
سامي : (على عجلة من امره ) هيا اذن  .
سالم : (ينظر الى الافق) انتظر (كأنه شاهد أخته ) هاهي لقد وصلت صافية .
صافية: (تدخل المسرح وهي تحمل على ظهرها حقيبتها المدرسية ) كيف حالكم ؟
سالم : بخير .
سالم : هيا لنذهب الى مزرعة العم صالح
                        -- اظلام --
(انارة على جانب من مزرعة ، كوخ قد تهدم  ولم يبقى منه  ألا بقايا حائط الفزاعة قد سقطت على الارض بين احجار متناثرة هنا وهناك و جزء بسيط من سياج مصنوع من اغصان الاشجار لحماية المزرعة ، يدخل كل من سالم وسامي وصافية من جديد وهم يجوبون المكان باستغراب وذهول ويتفقدون المكان بين الاحجار والسياج المحطم )
سامي : (يضحك ساخرا ") هل هذه هي المزرعة ؟؟ انها خرابه !!
                      لابد انكم قد ضيعتم المكان .
صافية : كلا .لابد أن حدث شئ غريب .
سالم: أجل ، انظروا لقد تحطم كوخ العم صالح وتناثرت احجاره في المكان !! وتحطم السياج  أيضا(تقع عيناه على الفزاعة وهي ساقطة على الارض ليهرول نحوها ثم يحاول زرعها في الارض  مجدداً )
سامي : (باستغراب مقتربا منه) ما هذه يا سالم ؟؟
سالم : الفزاعة !!
سامي : (مرددا باستغراب ) الفزاعة!! ما هي ؟؟ وما فائدتها ؟؟
سالم : الفزاعة يا صديقي سامي ، هي دمية صنعها العم صالح من اجل
                   اخافة العصافير والطيور !
سامي : (يتفحص الفزاعة بكلتا يديه متعجبا !!) لقد اتقن العم صالح كيف
                   يهزم العصافير عن المزرعة.
سامي  : وكيف تخيف الفزاعه العصافير والطيور ؟؟
سالم : حينما تحركها الرياح  تصدر عنها صوتا "مخيفا "  وكلما حاولت العصافير الاقتراب من الارض  افزعها الصوت وبهذا لا تأكل الحبوب المنثورة في ارض المزرعة .
صافية : يا ترى اين ذهب العم صالح ليحدثنا عن ما حصل في المزرعة ؟؟!!
سالم :كان يقول : عليكم ان تزرعوا الخير في حياة الناس والاعتماد على النفس .
  صافية: " فعلا " وحينها قلت له : اليوم درسنا موضوع بعنوان الاعتماد على
           النفس . وقصصت له الموضوع :
      شاب ذهب للغابة ليعمل وشاهد ثعلبا جائعا كما سمع صوتا غريبا ثم اختبأ
      خلف صخرة وإذا بأسد يظهر وهو يجر فريسته فأكل منها حتى شبع
      ثم انصرف فزحف الثعلب ليأكل  من ما أبقاه الاسد ، وقال الشاب مع
      نفسه (لقد جاء للثعلب رزق بلا كد فلماذا أبتعد عن اهلي وأتحمل
      مشاق السفر والعمل لأجد رزقي . ثم عاد الى البيت وشرح لآبيه
      أسباب عودته وقال له أبوه :أريدك أن تكون ساعيا من اجل رزقك ،
      يأكل من رزقك اخرين  لا كسولا " يأكل من فضلات الاخرين ثم
       ابتسم العم صالح. 
سالم: وأتذكر حينما سألته عن سبب وجود السياج حول المزرعة فقال لي :
       لابد أن احافظ على  المزرعة من الغنم لأنها اذا جاءت بدون راعي
                     ستدخل المزرعة وتأكل الزرع .
سامي : فعلا مثلما اخذنا في القراءة درس الراعي الامين وعندما أقبل عليه
        احد المارة وسأله عن أقرب قرية من المزرعة فأجابه ستة اميال
      فقال الرجل لو اتيت يا بني لتدلني على  الطريق لمنحتك جائزة ثمينة
      فرفض الراعي لأنه اذا ترك  الغنم وحدها ستتيه في الحقل فتقع
     فريسة للذئاب وعرضه لان يسرقها اللصوص!
سالم: نعم فالحكمة من هذا الموضوع وسياج المزرعة مثلما حصل لعراقنا
صافية : وكان يقول عليكما الاهتمام بكتابي التاريخ والجغرافية لان في
              فيها نعرف قيمة ارض وحب  الوطن
(يدخل المسرح رجل وهو ينظر باستغراب للاطفال ) ماذا تفعلون هنا ؟؟
سالم : ننتظر العم صالح.
الرجل : تنتظرون العم صالح ؟؟
صافية : نعم . ولقد وعدني البارحة بأنه سيحكي لي اليوم حكاية جديدة
الرجل : (بألم عميق ) لقد رحل العم صالح.
صافية : الى اين؟
الرجل : الى دار الاخرة . للقاء ربه .ولان الموت حق .
سالم : (بارتباك ) تقصد لقد مات ؟
صافية (تبكي) أحقا " ما تقول يا عم ؟
الرجل : (يهز رأسه بالإيجاب)
سالم : بالجلطة الدماغية ؟؟
الرجل : كلا.
صافية : بالسكتة القلبية ؟؟
الرجل : كلا يا أطفال ، لقد مات شهيدا "!!
صافية: (وهي تبكي ثم تقترب من الرجل متوسلة به ) بالله عليك كيف مات ؟؟
الرجل :البارحه كان العم صالح رحمه الله يسقي المزرعة ليلا "  فسقط صاروخا
        من الغربان المحتلين وكما ترون فقد تحول الكوخ الى بقايا حطام
         رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
   (يترك الاطفال ويسير  بخطوات متثاقلة  ويخرج )
سامي : (بألم ) يا لسوء حظي ؟  كم كان يسعدني ان اراه بعد كل الذي
                          سمعته منكم عنه ؟!
سالم : انه حادث محزن. لم يكن متوقعا (يتجه مرة ثانية صوب الفزاعة
       الممدة على الارض و يحملها  بيده ويسير بمسير عسكري ثم تقف
       امامه صافية ).
صافية: الى اين تحمل الفزاعة ؟؟
سالم : هي خير صورة تذكرني بالعم صالح رحمه الله.
صافية : لكن اقواله ونصائحه هي التي كانت لنا احلى الصور.
سالم : كلام جميل ، لكنني سأزرعها فوق سطح دارنا.
صافية : ماذا تقول فهي صنعت لتخيف الطيور !!
سالم : لهذا سأخيف الغربان القادمة والمعشعشة فوق صدورنا ومدارسنا
صافية : كلا يا سالم الفزاعة  الحقيقية التي تخافها الغربان هي بتوحدنا!
           بصفاء قلوبنا ،، ضد الشر والسواد.
سامي : الله ما أحلى هذا الكلام يا صافية .
سالم : (يحمل الفزاعة ثم يسير في عمق المسرح بمسير عسكري على انغام النشيد الوطني[ أو انطلاق موسيقى النشيد فقط] ثم يتبعه كل من سامي وصافيه )
   النشيد :
موطني  موطني     الجلال والجمال     والسناء والبهاء     في رباك
الحياة والنجاة       والهناء والرجاء   في هواك
هل اراك سالما منعما وغانما مكرما   هل اراك في علاك تبلغ السماك
                       موطني    موطني

               ------ ستار ------