لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الثلاثاء، 30 مايو 2017

"قصص قصيرة جداً " للأطفال بقلم: طلال حسن



قصص قصيرة جداً
طلال حسن

الخفاش
   الطيور نبذتني لأني لبون ، واللبائن رفضتني لأن طائر ، فهربتُ من نهارهم ، ولذتُ بالليل ، فهل خطئي أنني .. لبون طائر ؟

أجمل صوت
   عجب الغراب الفتيّ ، حين قال له الكروان ، بأن صوته قبيح ، فقد أخبرته حبيبته مساء أمس ، بأن صوته هو أجمل صوت في الغابة .


لا للأقفاص
   علم الثعلب أن الفلاح ، قرر أن يصنع قفصاً ، يضع فيه دجاجاته وديكته وبطاته ، فانطلق في الغابة يصيح محتجاً : لا للأقفاص .. لا للأقفاص .

الوردة
   رأت شجيرة الورد صغيرتها الوردة ، تتمرى بقطرة ندى ، وشذاها يتضوع من أوراقها الملونة ، فقالت لها : بنيتي ، لا تهملي أشواكك ، وأنت تتمرين متباهية بجمالك ، فليس كلّ ما حولك نحل وفراشات .
 
وطن السنونو
   سأل العصفور صديقه السنونو : لماذا تهاجر ؟
فأجاب السنونو : لأني لا أستطيع أن أحيا بدون دفء .
وقال العصفور مستنكراً : ووطنك !
ردّ السنونو : الدفء وطني .

الببغاء
   ولد ببغاء في قفص ، وحين مات أبواه ، أطلقه صاحبه ، وقال له : أنت حر ، اذهبْ حيث تشاء .
وانطلق الببغاء بعيداً ، لكنه سرعان ما عاد إلى القفص ، وحين وجده مغلقاً ، لبث قرب بابه حتى مات .

الفيل
   قيل للفيل ، إن الأفعى قد استوطنت أجمة في الجوار ، وأنها تتسلل ليلاً ، وتسطو على أعشاش العصافير والبلابل والحمائم ، فانتابه الغضب ، وقرر أن ينتصر للعصافير والبلابل والحمائم ، فاقتلع جميع أشجار الأجمة ، ليقضي على الأفعى الغادرة .

ألف مرة
   هتف ثعلب بحمامة تعتصم بعشها في أعلى الشجرة : أنزلي ، يا عزيزتي ، ولنكن أصدقاء ، فقد تبت .
تساءلت الحمامة مندهشة : تبتَ !
فقال الثعلب : ألف مرة .
ردت الحمامة قائلة : لم تتب إذن .

الكروان
   دُعي كروان للإنشاد في غابة ، وعند مشارف الغابة التقى غراباً ، فحياه ثم سأله : من أشهر منشد عندكم في غابتكم هذه ؟
فأجاب الغراب : الطاووس .
ومن غير أن ينبس بكلمة واحدة ، استدار الكروان ، وقفل عائداً إلى غابته .

أنا أغرد إذن ..
   رأت الفراشة البلبل يُغرد ، فسألته : لماذا تُغرد ؟
فأجابها البلبل قائلاً : ليسمعني من في الغابة ، ويعرفوا أنني هنا معهم .
فقالت الفراشة : لكن قد تسمعك الحدأة .
فردّ البلبل قائلاً : ليكن ، لأني إذا لم أغرد ، فلن يعرف أحد بأني بلبل .

"رحلة سندباد الثامنة" حكاية للأطفال بقلم: د.نبيل فاروق


















"نرسم نرسم بالألوان" قصيدة للأطفال بقلم: نور سليمان


الاثنين، 29 مايو 2017

"الْبُسْتَان" حكاية للأطفال بقلم: فاطمة الزهراء شربال



الْبُسْتَان
فاطمة الزهراء شربال

كَانَ يَا مَكَانْ، فِي إِحْدَى الْقُرَى بَيْتَان، مِنْ أَجْمَلِ الْبُيُوتِ، وَبِجَانِبِ الْبَيْتَانِ حَدَائِقٌ غَنَّاءٌ، وٌمُرُوجٌ وُجِنَان.
 وَبِالْقُرْبِ مِنْهُمَا كَانَتْ تَلْعَبُ فِي كُلِّ يَوْمٍ حَنَانُ وَرَوَان.
كَانَتَا صَدِيقَتَانِ حَمِيمَتَانِ، أَبَداً لَا تَفْتَرِقَان.
وَفِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ بَيْنَمَا تَلْعَبَانِ، قَالَتْ حَنَان: لِمَ لَا نَزْرَعُ يَا صَدِيقَتِي بُسْتَان؟ تُزَيِّنُهُ الْوُرُودُ بِأَنْوَاعِهَا، كَمْ أُحِبُّ لَوْنَ الْفُلِّ وَعِطْرَ الْرَيْحَان.
قَالَتْ رَوَانُ: أَنَا أُرِيدُ أَشْجَاراً، كَمْ أُحِبُّ طَعْمَ الْخُوخِ وَالْرُمَّان، وَاِتَّفَقَتَا عَلَى الْشُرُوعِ بِالْعَمَلِ.
أَحْضَرَتْ حَنَانُ سِيَاجاً، وَالْرَّفْشُ وَالْفَأْسُ أَحْضَرَتْهُ رَوَان، وَكَذَلِكَ دَلْوٌ كَبِير، وَبَعْضُ قِطَعِ الْخَشَبِ وَالْمَسَامِير.
لَمْ تَنْسَ حَنَانُ إِحْضَارَ الْبُذُورِ، لَقَدْ أَحْسَنَتِ الْتَّدْبِير.
قَالَتْ رَوَانُ: لِنَشْرَعْ فِي الْعَمَلِ قَبْلَ حُلُولِ الْظَلَام.
فَرَدَتْ حَنَان: لَدَيْنَا الْأَغْرَاضُ وَالْلَّوَازِمُ، أَخْبِرِينِي مَا الْعَمَلُ الآَن؟.
مَرَّتْ دَقَائِقٌ ثُمَّ سَاعَةٌ ثُمَّ سَاعَتَان، وَالْصَّغِيرَتَانِ لَا تَزَالَانِ تَتَأَمَّلَان.
تَتَسَاءَلَان مِنْ أَيْنَ يَا تُرَى تَبْدَآَن؟؟؟؟.
أَمْسَكَتْ رَوَانُ الْفَأسَ وَرَفَعَتْهُ، تُرِيدُ أًنْ تَشُقُّ أُخْدُوداً.
لًكِنَّ الْفَأْسَ ضَخْمٌ وًثَقِيلٌ جِداً جِداً جِداً....
فَأَسْرَعَتْ حَنَانُ لِنَجْدَتِهَا، وَأَمْسَكَتْهَا مِنْ يَدِهَا، وَأَعَانَتْهَا بِقَبْضَتِهَا، فَارْتَفَعَ الْفَأْسُ عَالِياً، وَانْفَلَتَ مِنْ مِقْبَضِهِ، وَكَادَ يَهْوِي عَلَى رَأْسِ الْصَّغِيرَتَان.
وَسَقَطَتْ حَنَانُ وَفَوْقَهَا رَوَان، وَفَوْقَهُمَا مِقْبَضُ الْخَشَبِ الْثَّقِيلِ، وَظَلَّتَا  تَبْكِيَانِ وَتَصْرُخَان. حَتَّى وَصَلَتْ إِلَيْهِمَا نَجْدَةٌ مِنَ الْأَهْلِ وَالْجِيرَان.
صَاحَتْ أُمَّ حَنَان: يَا إِلَهِي مَاذَا كُنْتُمَا تَفْعَلَان؟؟؟.
أَمَّا أُمُّ رَوَان فَقَدْ تَوَعَدَّتِ ابْنَتَهَا تَقُولُ: لَنْ تَخْرُجِي لِلَّعِبِ أَبَداً بَعْدَ الْآَن.
لَمْ يُجْدِ اعْتِذَارُ الْصَّغِيرَتَانِ نَفْعاً، لَوْلَا أَنْ تَدَخَّلَ الْعَمٌّ عَدْنَان.
إِنَّهُ  أَمْهَرُ مُزَارِع ، وَفَلَّاحٌ بَارِع، كَانَ لَهُ حَقْلٌ هُنَاكَ بِالْقُرْبِ مِنَ الْمَكَان.
قَالَ الْعَمُّ عَدْنَان: اِذْهَبَا لِلنَّوْمِ بِاطْمِئْنَان، وَعُودَا غَداً إِلَى هُنَا، سَأَكُونُ بِالْاِنْتِظَار، وَسَنَزْرَعُ مَعاً  أَشْجَاراً وَوُرُوداً وَأَزْهَار.
وَفِي الْيَوْمِ الْتَّالِي عَادَتِ الْمُزَارِعَتَانِ الْصَّغِيرَتَانِ، مُسْتَعِدَّتَانِ لِلْبَدْءِ مِنْ جَدِيد...
حَمَلَ الْعَمُّ عَدْنَانُ فَأْسَ الْحَدِيد، وَشَقَّ بِالْأَرْضِ الْكَثِيرَ مِنَ الْخَنَادِقِ وَالْأَخَادِيد....
أَمَّا رَوَانُ فَكَانَتْ تَضَعُ بِالْأَرْضِ الَبُذُور، وَمِنْ حَوْلِهَا الْفَرَاشَاتُ تَطِيرُ وَتَلُفُّ وَتَدُور...
وَحَمَلَتْ حَنَانُ الْمِرَشَّ الْصَّغِير، وَسَارَتْ تَسْقِي الْزَّرْعَ، وَتُغنِّي مَعَ الْطُّيُورِ وَالْعَصَافِير.
وَمَرَتْ بَعْدَ ذَلِكَ أَيَّامٌ وَأَيَّام، أَزْهَرَ الْبُسْتَان، وَأَصْبَحَ جَنَّةً سَاحِرَه، ذَاتُ إِطْلَالَةٍ بَاهِرَه.
وَبَيْنَمَا الْعَمُّ عَدْنَانُ يَجْلِسُ فِي الْبُسْتَان، سَأَلَ الْصَّغِيرَتَان: مَاذَا تَعَلَّمْنَا مِنْ الَتَّجْرِبَه أَيَّتُهَا الْأَمِيرَتَان؟؟.
فَرَدَّتْ حَنَانُ: لَا بُدَّ أَنْ يَسْتَشِيرَ الْصَّغِيرُ الْكَبِير.
وَقَالَتْ رَوَان: اللَّعِبُ بالأَغْرَاضِ الْحَادَّةِ أَمْرٌ خَطِير.
ضَحِكَ الْمُزَارِعُ الْخَبِير، فَقَدْ نَجَحَ الْدَّرْسُ بِالْأَخِير.

السبت، 27 مايو 2017

"فوانيس زينب" قصة للأطفال بقلم: عفت بركات




"النمر " رواية للفتيان بقلم: طلال حسن



النمر
رواية للفتيان
طلال حسن

     شخصيات الرواية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ لين كنج              الفتى

2 ـ ايو يانج              الجد

3 ـ نولي                  الفتاة

4 ـ تيانج                  والد نولي

5 ـ تاجر الأعشاب الطبية

     " 1 "
ــــــــــــــــــــــ

   قبيل الغروب ، عادت نولي من الغابة ، منتشية ، فرحة ، تحمل سلتها الصغيرة ، التي وضعت فيها ، ما جمعته من الأعشاب الطبية  .
واستقبلها أبوها العجوز تيانج ، محدقاً فيها بعينيه الكليلتين ، وسحنته الشائخة المتجهمة ، وقال بنبرة تشي بغضبه : تأخرتِ اليوم أيضاً .
ووضعت نولي سلتها الصغيرة على المائدة ، وقالت : الطريق ، كما تعرف ، طويل ووعر ، يا أبي .
ومدّ تيانج يده الشائخة ، وراح يتحسس الأعشاب ، التي في السلة الصغيرة ، وهمهم قائلاً : الأعشاب التي جلبتها اليوم قليلة جداً .
وردت نولي ، وهي تبدأ في إعداد طعام العشاء : لا تنسَ ، أننا في آخر الربيع ، يا أبي .
ونظر تيانج إليها بعينيه الكليلتين ، وقال : ليس هذا هو السبب ، على ما أظن .
وتراءى لنولي الحطاب الشاب لين كنج ، وهو يُجلسها تحت الشجرة ، ويجلس إلى جانبها ، وكادت تستغرق في هذا الحلم ، لكن أباها أيقظها بقوله : بنيتي .
وأدركت نولي ما وراء " بنيتي " هذه ، فقاطعته قائلة : دعني الآن ، يا أبي ، إنني أعد طعام العشاء .
واقترب تيانج منها ، وقال بنبرة مهادنة لينة : ستعده لكِ قريباً ، خادمة ماهرة ، يا بنيتي .
وتوقفت نولي عن إعداد طعام العشاء ، دون أن تردّ عليه  ، فقال تيانج : غداً سيأتي تاجر الأعشاب الطبية ، ويأخذ الأعشاب هذه المرة ..
وصمت لحظة ، ثم قال بنبرة مُمنية فرحة : وفي المرة القادمة سيأخذك أنتِ ، يا بنيتي .
وألقت نولي متذمرة ، ما كان بين يديها ، وقالت : كلا يا أبي ، كلا ..
وقاطعها تيانج قائلاً : إنه غنيّ ، غنيّ جداً .
فقالت محتجة : لكنه عجوز .
وردّ تيانج : أنا أيضاً ، عندما تزوجت ، لم أكن شاباً .
وتململت الفتاة متذمرة : أوه ..
وقاطعها أبوها قائلاً : سيدللك ، وسيسعدك ِ .      
وقالت الفتاة ، وهي تهمّ بمغادرة الغرفة : لا أريده ، يا أبي ، لا أريده .
وهتف بها أبوها : العشاء ..
وغادرت الفتاة الغرفة قائلة : لن أتعشى .
وألقت الفتاة نفسها على فراشها ، وقد إغرورقت عيناها بالدموع ، هذا تاجر الأعشاب الطبية اللعين ، إنه يلاحق أباها منذ أشهر ، أعطني الفتاة ، سأجعلها أميرة ، سأغرقها بالذهب .
وانقلبت ثائرة ، لا أريده ، حتى لو كان هو نفسه من ذهب .
وهدأت قليلاً ، ليذهب تاجر الأعشاب الطبية إلى الجحيم ، لقد كبر أبوها تيانج ، وربما خرف ، كيف يمكن أن تتزوج هذا التاجر العجوز ، وتترك .. الحطاب الشاب لين كنج ؟
وأغمضت عينيها ، آه .. ها هي في الغابة ، تركض فرحة مقهقهة ، وفي أثرها يركض الحطاب الشاب لين كنج ، ثم يمسكها ضاحكاً فرحاً ، ويُجلسها تحت الشجرة ، ويجلس إلى جانبها ، ويمطرها بالأحاديث العذبة ، والأماني .. آه .. واستغرقت في نوم عميق .
     " 2 "
ـــــــــــــــــــ

    لأن الجد ايو يانج ، كما كانت تقول زوجته الراحلة ، ينام مبكراً مثل الدجاج ، فإنه مثل أي ديك فتيّ ، يستيقظ قبل مجيء الفجر .
وهكذا استيقظ هذا اليوم ، والظلام مازال مخيماً في الخارج ، فنهض من فراشه ، ودبّ ببطء ، على ضوء القنديل الخافت ، إلى حفيده لين كنج ، وهزه برفق قائلاً : لين كنج ، استيقظ .
وفتح لين كنج عينيه ، اللتين لم يغادرهما النوم بعد ، واعتدل قليلاً ، وقال مندهشاً : جدي ..
ونظر الجد ايو يانج إليه ، وقاطعه قائلاً : انهض ، يا بنيّ ، طعام الفطور جاهز .
واعتدل لين كنج قليلاً ، وقال : نحن في منتصف الليل ، يا جدي .
ودبّ الجد ايو يانج مبتعداً ببطء ، وهو يقول : بل في الفجر ، انهض .
وتمدد لين كنج في فراشه ثانية ، وقال : أيّ فجر هذا ، يا جدي ، إن الديك لم يصح بعد .
وهنا ارتفع من الظلام في الخارج ، صوت ديك فتيّ يصيح  : كوكو ريكو .
فأشار الجد ايو يانج بيده ، إلى مصدر الصوت ، وقال : بنيّ لين كنج ، اسمع .
وردّ لين كنج قائلاً : هذا ديك مجنون .
وقال الجد ايو يانج محتجاً : لين كنج ..
ونهض لين كنج متثائباً ، فقال الجد ايو يانج : الديك حيوان ، والحيوان لا يجن ، الإنسان وحده يفقد عقله ، ويجن ، أغسل وجهك ، وتعال كُل .
ورغم برودة الجو ، رشق لين كنج وجهه ، بحفنتين من الماء البارد ، ثم جلس قبالة جده ايو يانج ، وقال مازحاً : آه منك ، يا جدي .
ووضع الجد ايو يانج ، لقمة صغيرة من الطعام في فمه ، وقال : عندما كنتُ في عمركَ ..
وقاطعه لين كنج مبتسماً : أعرف يا جدي ، طالما حدثتنا الجدة كثيراً عن مغامراتك .
وضحك الجد ايو يانج ، بصوت مرح مكتوم ، وقد تراءى له أبو نولي تيانج ، وقال : مغامرة واحدة لا تصدقها ، النمر .
ونظر لين كنج إليه ، وقال : لكن هذه المغامرة ،  كانت جدتي تتفاخر بها دائماً أمام الجميع .
وتوقف الجد ايو يانج عن تناول الطعام ، وقال بصوت حالم : النمر كان صديقي ، كيف أقتله ؟
وصمت لحظة ، ثم قال : عرفته ، وصحبته ، منذ كان يرضع ، وطالما رافقته في تجواله ، وقد مرض مبكراً ، وسرعان ما رحل .
وصمت الجد ايو يانج ثانية ، ثم قال بصوت حزين دامع : حين رحل ، ولكي لا أفارقه ، أخذتُ فراءه الناعم الجميل ، وها أنا ، كما ترى ، أتدثر به  ، حين أنام ، حتى الآن .
ونهض لين كنج ، فنظر الجد ايو يانج إليه ، وقال : لم تحدثني اليوم عن نولي وأبيه الخرف تيانج .
فقال لين كنج : مازال العم تيانج على عناده ، يرفض حتى أن أقترب من ابنته نولي .
وهزّ الجد ايو يانج رأسه ، فأخذ لين كنج فأسه ، متأهباً للخروج ، وقال : جدي ، أريدها ، أريدنولي .
فنهض الجد ايو يانج ، وقال : لا عليك ، دعك من هذا العجوز الجشع ، لن تكون إلا لك .
ونظر لين كنج إليه ملياً ، ثم فتح الباب ، ومضى إلى الغابة ، وتابعه الجد بعينه الغاضبتين ، وهو يقول : هذا العجوز الجشع ، ليزره .. النمر .
     " 3 "
ـــــــــــــــــــ

    حالما وصل لين كنج ، إلى الغابة حيث يحتطب ، بحث عبثاً عن فتاته نولي ، فهي تأتي كلّ يوم ، في هذا الموسم ، لتجمع الأعشاب الطبية .
وانتابه القلق ، لقد تواعدا البارحة ، قبل أن ينصرف كل منهما إلى كوخه ، أن يلتقيا هنا كالعادة ، وها هو الساعات تمرّ ،  ولم تأتِ ، وفكر أنها ربما تعرضت لوعكة صحية .
وقبل منتصف النهار ، قفل لين كنج عائداً من حيث أتى ، دون أن يحتطب ، على غير العادة ، أي شيء ، ليقل جده ما يقول ، فالأولوية عنده لفتاته نولي .
وحين وصل محيط كوخ فتاته نولي ، توقف متلفتاً بحذر ، الكوخ هادىء ، لعل أبا نولي ليس في الداخل ، هذا ما تمناه ، فلابد له أن يطمئن على نولي .
وطرق الباب بحذر ، ووقف ينتظر قلقاً ، وبدل نولي أطلّ أبوها العجوز تيانج ، وحدق فيه بعينيه الصغيرتين ، الكليلتين ، وقال : من ؟
وردّ لين كنج بصوت خافت : أنا .
وصاح أبو نولي : لين كنج !
وقال لين كنج متردداً : جدي ايو يانج يسلم عليك .
وتعكرت قسمات أبي نولي ، وقال : هذا اللعين ، مازال حياً ؟ كنت أظنه في العالم الآخر .
ولمح لين كنج فتاته نولي ، توميء له من داخل الكوخ ، فرفع صوته قائلاً : إنه قلق عليك ، ويتساءل لماذا لم تأتِ اليوم إلى الغابة ؟
وثارت ثائرة تيانج ، وصاح منفعلاً : اذهب ، ولا تطرق بابي ثانية .
وهمّ أن يغلق الباب ، ويمضي إلى الداخل ، فمدّ لين كنج يده ، وأمسك طرف الباب ، وقال : أرجوك ، إنني عطشان ، اسقني جرعة ماء .
فأغلق تيانج  الباب ، وهو يصيح : ليس لدينا ماء ، اذهب من هنا .
واقترب لين كنج من الباب ، وصاح : سأذهب إلى النبع ، وأشرب منه ، نعم ، سأذهب إلى النبع .
وكتمت نولي ابتسامتها ، لقد وصلت لها الرسالة ، فاقتربت من أبيها ، وتساءلت ببراءة : من كان بالباب ، يا أبي ؟
وردّ الأب منزعجاً : أحمق يريد جرعة ماء .
وهزت نولي رأسها ، وقالت : يا للمسكين ، لعله عابر سبيل ، لو كان لدينا جرعة ماء لقدمتها له .
وحدق الأب فيها ، بعينيه الصغيرتين الكليلتين ، وتساءل قائلاً : ألم يعد لدينا ماء في الجرة ؟
وردت نولي : لا عليك ، يا أبي ، لنبقَ اليوم بدون ماء ، سأذهب غداً ، وأملأ الجرة من النبع .
وصاح الأب منفعلاً : نبقى حتى الغد بدون ماء ! اذهبي الآن إلى النبع ، واملئي الجرة .
وتظاهرت نولي بالتذمر ، وقالت : أمرك ، يا أبي ، وإن كان النبع بعيداً .
وحملت نولي الجرة ، ولا داعي لأن نقول إنها لم تكن فارغة ، وخرجت من الكوخ ، وأغلقت الباب ، وعلى الفور ، انطلقت مسرعة نحو النبع .

     " 4 "
ـــــــــــــــــــ

    على مقربة من النبع ، وفي ظل شجرة ضخمة ، وقف لين كنج ينتظر نولي ، على أحرّ من الجمر ، لعلها توافيه ، ويتحدثان عما يجري ، وعما يمكن أن يفعلاه ، لمواجهة ذهب تاجر الأعشاب الطبية .
صحيح أنه ليس بينهما موعد محدد ، كما يفعلان دائماً ، لكن حديثه أمام والدها ، وهي تقف خلفه ، تضمن إشارة واضحة إلى الموعد ومكانه ، وآه إذا لم تلتقط نولي الإشارة ، وتفك شفرتها .
لكن نولي ، على ما يبدو ، التقطت الإشارة ، فها هي  نولي ، تقبل مسرعة ، تحمل الجرة على كتفها ، متجهة إلى النبع ، وما أن لمحها تنظر إليه ، حتى أشار لها ، متمتماً بصوت خافت : نولي ، تعالي  .
وأقبلت نولي على لين كنج مسرعة ، متلهفة ، فمدّ لين كينج يده ، وأمسك بيدها ، وقال : انتابني قلق شديد ، حين لم أجدك اليوم في الغابة .ْ      
وتوقفت نولي على مقربة منه ، والجرة مازالت على كتفها ، وقالت بصوت منفعل لاهث : لم أستطع اليوم الخروج من الكوخ .
وتساءل لين كنج : لماذا ؟
فردت نولي قائلة : إنه أبي ، يا لين كنج .
وقال لين كنج : أخشى أن يكون قد عرف ، بأننا نلتقي  في الغابة .
وهزت نولي رأسها سلباً ، فتساءل لين كنج : عجباً ، ماذا إذن ؟
ونظرت نولي إليه ، وقالت : تاجر الأعشاب الطبية ..
وصمتت لحظة ، ثم قالت : إنه يريدني .
وشهق لين كنج مستنكراً : ماذا !
واستطردت نولي قائلة : يريدني زوجة له .
وقال لين كنج مستنكراً : لكنه بعمر أبيك .
فردت نولي : إنه غني .
وقال لين كنج : نولي ..
وتلفتت نولي متوجسة ، ثم نظرت إلى لين كنج ، وقالت : الأمر خطير ، يا لين كنج ، ولابد أن ..
وهنا تناهى إليهما وقع أقدام ، تتجه نحو النبع القريب ، فتراجعت نولي قليلاً ، وهي تتلفت حولها بحذر ، وقالت : أحدهم قادم .
وقال لين كنج : دعكِ منه ، يا نولي .
فاستدارت نولي ، وقال بصوت خافت : كلا ، يا لين كنج ، لا أريد أن يرانا أحد هنا .
وسارت نولي مبتعدة ، فسار لين كنج في أثرها ، وهو يقول بصوت خافت متوتر : نولي ، توقفي ..
لم تتوقف نولي ، فقال لين كنج : الأمر خطير ، يا نولي ، علينا أن نفعل شيئاً .
وتوقفت نولي ، ونظرت إلى لين كنج ، وقالت : نعم ، لابد .. ، لكن ماذا نفعل .
واستدرت متلفتة ، ثم انحدرت نحو النبع ، والجرة فوق كتفها ، وتوقف لين كنج ، مطرقاً رأسه ، لا يعرف ماذا يفعل ، ثم سار حائراً ، نحو الكوخ .
     " 5 "
ـــــــــــــــــــ

    في خطوات بطيئة متعثرة ، مضى لين كنج نحو كوخه ، وهو يفكر في ما عليه أن يفعله ، ليحظى بفتاته نولي ، ويمنع تاجر الأعشاب الطبية ، من أن بسبقه إليها ، ويختطفها منه .
لكن ، فكر لين كنج ، إن تاجر الأعشاب الطبية ، رجل  ناضج ، مجرب ، متقدم في العمر ، قد لا يكون شريراً ، ولعل التفاهم معه أمر ممكن .
فلينتظره في الطريق ، ويرحب به ، ويحييه قائلاً : طاب يومك ، يا سيدي .  
ولابد أن تاجر الأعشاب الطبية ، سيتوقف ، وقد يترجل عن حصانه ، ويردّ قائلاً : طاب صباحك .
وما دام الأمر كذلك ، ولابد أن يكون كذلك ، فسيتقدم منه لين كنج ، ويقول له بشكل ودّي : سيدي ، أريد أن أكون صريحاً معك ..
وسيبتسم تاجر الأعشاب الطبية ، ويقول : أنا أحبّ الصراحة ، تفضل .
وعندئذ سيقترب منه لين كنج ، ويقول له لين : إنني أحب نولي ، ونولي تحبني ، أرجوك أن تنسحب ، وتدعنا وشأننا ، فأحدنا ولد للآخر .
وإذا كان تاجر الأعشاب الطبية طيباً ، كما أتمنى ، فسيفكر لحظة ، ثم يقول : مادمت تحب نولي ، ونولي تحبك ، فألف مبروك ، إنها لك .
وتوقف لين كونج ، وراح يراجع نفسه ، وهو يعاود السير ، لكن تاجر الأعشاب الطبية ، قد لا يكون رجلاً طيباً ، ناضجاً ، مجرباً ، رغم تقدمه في العمر ، وقد لا يتوقف حين أحييه : طاب يومك ، يا سيدي .
بل وقد لا يردّ على تحيته ، عندئذ سيعترض حماره ، الذي يمتطيه ، ويقول له بحزم : ترجل .
وسيحتج تاجر الأعشاب الطبية ، ويقول له بعنجهية : ابتعد عن طرقي ، هيا ابتعد .
وهنا سيمد لين كنج يده ، ويكشف عن خنجره ، وإذا لم يرتدع تاجر الأعشاب الطبية ، فسيستل لين كنج خنجره ، ويشهره في وجهه ، و ..
آه ، قد يوافقه جده على هذا ، فهو يقول له دائماً : نولي لك ، وعليك أن تحارب من أجلها .
نعم عليه أن يحارب من أجل نولي ، وفكر لين كنج ، لا أريد أن أقتل ، نعم ولكن لن أسكت ، مهما كان الثمن ، وإلا ضاعت نولي .
وأفاق لين كنج ، وإذا هو أمام باب الكوخ ، آه ترى ماذا يفعل الجد ايو يانج الآن ؟
ودفع لين كنج الباب ، ودخل الكوخ ، وإذا الجد ايو يانج ، منكب على جلد النمر ، ينظفه ، ويسوي شعر فروته ، ويلمع أنيابه .
وتوقف لين كنج ، فرفع الجد ايو يانج رأسه ، ونظر إليه  ، وقال : لين كنج ، عدت اليوم مبكراً .
ووضع لين كنج فأسه جانباً ، وقال بصوت حزين : لم أحتطب اليوم .
ولاذ الجد ايو يانج بالصمت متحيراً ، فمال لين كنج عليه ، وقال بصوت دامع : جدي ، أريد نولي ، أريدها .
     " 6 "
ـــــــــــــــــــــ

    من جهتها ، قفلت نولي عائدة إلى الكوخ ، تحمل الجرة على كتفها ، مفكرة في لين كنج ، وماذا يمكن أن تفعل ، كي لا تخسره .
وتراءت لها أمها ، إنها الآن في العالم الآخر ، تنظر إليها بعينيها الحنونتين المحبتين ، ولابد أنها حزينة ، لما تعانيه في هذه الحياة .
آه ، ماذا لو لم تحظ بلين كنج ، وأخذها تاجر الأعشاب الطبية بذهبه البارد ؟ عندئذ لا قيمة للحياة ، ومن الأفضل أن تذهب إلى أمها ، في العالم الآخر .
ولعل أمها عرفت ما يجول في أعماقها ، فمالت عليها قائلة : لا يا بنيتي ، الإنسان لا يفرط بالحياة ، مهما كانت معاناته ، فالحياة نعمة ، وعلينا أن نتمتع بها .
ورفعت نولي عينيها الغارقتين بالدموع إلى أمها ، وقالت : لا متعة ، يا أمي ، إلى جانب تاجر الأعشاب الطبية اللعين ، أنا أريد لين كنج .
ومالت عليها أمها ثانية ، وقالت بصوتها الرقيق الطيب : هذا حقك ، يا بنيتي نولي ، ولك أن تدافعي عنه ، حتى النهاية .
وتوقفت نولي ، ورفعت عينيه الدامعتين إلى أمها ، وصاحت : لكن أبي ..
وصمتت إذ وجدت نفسها ، تقف أمام الكوخ ، لكن غضبها المتأجج لم يصمت ، فمدت يدها ، ومسحت دموعها ، ثم دفعت الباب بقوة .
ورفع أبوها تيانج رأسه ، ونظر إليها بعينيه الصغيرتين الكليلتين ، ويبدو أن لاحظ غضبها ، فقال بصوت متردد : نولي ؟
وبشيء من الخشونة ، وضعت نولي الجرة جانباً ، دون أن تردّ عليه ، فقال أبوها تيانج بلهجة هادئة مهادنة : بنيتي ، أعطيني قليلاً من الماء .
فأشاحت نولي عنه برأسها ، وردت قائلة بصوت جاف : الجرة فارغة .
ونظر تيانج بصورة لا إرادية إلى الجرة ، وقال : لكنك ذهبتِ إلى النبع لتملئيها .
وفالت نولي بنفس الصوت  الجاف : نعم ، ذهبت إلى النبع ، فوجدته قد جفّ تماماً .
وهزّ الأب رأسه ، ولاذ بالصمت لحظة ، إنه يعرف ابنته نولي ، إنها غضوبة على العكس من أمها الراحلة ، ثم قال : حسن ، أعدي طعام العشاء ، أنا جائع .
وحدقت نولي فيع ، وقالت : أبي ، اسمعني ، اسمعني جيداً ، لابد أن نتحدث .
وهرب الأب بوجهه منها ، وقال : لقد تحدثنا طويلاً ، وأنت تعرفين رأيي .
وبعناد قالت نولي : لم أعد صغيرة .
وقال أبوها : أنت في السادسة عشرة ..
وتابعت نولي قائلة : لابد أن نتحدث .
ولاذ الأب بالصمت برهة ، ثم قال بصوت مستسلم : دعي الحديث الآن ، إنني جائع ، أعدي طعام العشاء أولاً ، وسنتحدث .
     " 7 "
ــــــــــــــــــــ  

    طُرق باب الكوخ ، وقد أشرقت الشمس ، فرفع الأب رأسه ، وأنصت ، ترى من يكون ؟
وطُرق الباب ثانية ، بصوت أعلى هذه المرة ، فهتف تيانج منزعجاً : من ؟ من بالباب ؟
لم يأته ردّ ، فاتجه إلى الباب ، وتلمسه بيديه المرتعشتين أولاً ، ثم فتحه ، ونظر بعينيه الصغيرتين الكليلتين ، فلم يلمح سوى شبح غامض ، فقال : من أنت ؟
وامتدت يد ، أطبقت على يده ، ثم سحبتها عنوة ، وجعلتها تتحسس فراء خشناً ، فاستسلمت يده ، وتمتم بصوت خافت : آه ، أهذا أنت ؟
وجاءه صوت يعرفه جيداً ، يقول : النمر .
وتمتم الأب بصوت خافت : يانج .
وقال الجد : نعم ، يانج .
وعلى الفور ، سحب تيانج الجد يانج إلى الداخل ، وأغلق الباب ، وهو يقول بصوت مرتعش : مازلت تحتفظ بجلد ذلك النمر ، يا يانج .
فردّ الجد يانج قائلاً : النمر كان صديقي ، صيقي لفترة طويلة من السنين ، وأنا كما تعرف ، وفيّ لأصدقائي ، وخاصة الأوفياء منهم .
ونظر تيانج إليه بعينيه الصغيرتين الكليلتين ، وقال : وتكتم أسرارهم أيضاً .
فابتسم الجد لينج ، وقال : النمر !
وقال الأب بصوت متردد : فراؤه عندك ، وروحه مازالت حية في داخلي .
واقترب ايو يانج  منه ، وقال : دعك من هذا ، لقد قلتُ لك مراراً وتكراراً ، إن ما فعلته ، يا صديقي تيانج ، أمراً طبيعياً .
ونظر إليه تيانج ، بعينيه الصغيرتين الكليلتين ، وقال  : لقد هربت منه ، يا ايو يانج ، وكأني ..
وقاطعه ايو يانج  قائلاً : لو لم يكن ذلك النمر صديقي ، وعرفته منذ الصغر ، واطمأنيت إليه ، لهربت منه أنا الآخر .
ولاذ الأب بالصمت ، فانقض الجد ايو يانج نج عليه ، وطوقه بذراعيه ، وقال : جئت لأفترسك أيها العجوز الأحمق ، وهانا بدل ذلك أعانقك .
وتطلع تيانج  إليه ، بعينيه الصغيرتين الكليلتين ، وقال : ابنتي الوحيدة نولي ، يا ايا يونج ، يريدها زوجة له تاجر الأعشاب الطبية ، الغني جداً .
وردّ الجد لينج قائلاً بصوت هادىء : لكنها تريد لين ، ولين يريدها .
ولاذ تيانج  بالصمت ، فقال ايو يانج : سأفترسك ، أيها العجوز الأحمق ، سأفترسك .
ودون أن يردّ عليه ، مدّ تيانج يده ، وأطبق على يد ايو يانج ، وقال وهو يسحبه إلى خارج الكوخ : ، ايا يونج ،  تعال معي .
ومضى به مبتعداً عن الكوخ ، بعد أن أغلق الباب ، فقال ايا ينج متسائلاً  : إلى أين تقودني بعينيك الصغيرتين الكليلتين ، يا تيانج .
وسار تيانج به ، وهو مازال يطبق على يده ، وقال : أنت الآن عيناي ، اللتان أرى بهما ، خذني إلى النبع ، وانظر نيابة عني إلى الشجرة الضخمة .
وهزّ ايو يانج رأسه ، وسار به بخطوات بطيئة متعثرة ، وقال : لقد جننت ، يا رجل .
وقال تيانج بصوت هادىء ، حالم : هناك شجرة ضخمة ، قريبة من النبع ، كنت ألتقي بفتاتي في ظلها ، قبل أن أتزوجها ، و ..
وتوقف الجد ايو يانج ، وقد جمدت عيناه ، فتوقف الأب أيضاً ، وقال : أخبرني ، ماذا ترى ؟
وابتسم الجد ايو يانج متنهداً : آه .
فقال تيانج بفرح : أرأيت ، أيها النمر ، إنها ابنتي نولي ، وحفيدك لين كنج ، يقفان تحت الشجرة ، أليس كذلك ؟ تكلم .
وضحك الجد ايو يانج فرحاً ، وقال : تيانج ، لقد رأيانا ، نولي ولين كنج ، وها هما يلوحان لنا فرحين ، من تحت الشجرة الضخمة .
ورفع تيانج يده ، وراح يلوح لنولي ولين كنج ، رغم أنه لا يراهما بعينيه الصغيرتين الكليلتين .
28 / 4 / 2013