لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الثلاثاء، 31 مايو 2016

"أحلى ماما " قصيدة للأطفال بقلم: سعاد الخرّاط

أحلى ماما
سعاد الخرّاط
أحلى ماما هي أمّي
أغلى إنسان في الكون
تبتسم دوما في وجهي
وتداعبني وتغذّيني
ماما يا نور الأنوار
ماما يا أحلى الأنغام
تأخذني بين الأحضان
تسعدني طول الأعمار
ماما يا أحلى إنسان
أنت البهجة والأحلام
أنت في الدنيا الأمان

الاثنين، 23 مايو 2016

" لاهي يشرب الحليب" سيناريو للأطفال بقلم: ندوة حسن



"ذكر النعامة والغزلان" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن



ذكر النعامة والغزلان
بقلم : طلال حسن                                   
"   1   "
ـــــــــــــــ
      أقبلت الغزلان ، عند منتصف النهار ، يتقدمهم الغزال الكبير ، وقد شمخ بقرونه المتشابكة القوية ، وأخذوا يعبون الماء ، بعد أن كانوا قد فرغوا من تناول طعامهم ، من الأعشاب الندية اللذيذة .
وندت حركة ، تكاد لا تسمع ، من بين الأشجار القريبة ، فرفعت الغزلان رؤوسها خائفة ، وتأهبت للفرار ، ورمق الغزال الكبير الغزالة العجوز بنظرة سريعة ، ثم قال : مهلاً، لعلها الريح ، لكن الأفضل أن نمضي من هنا، هيا.
وقبل أن يتحرك الغزال، تطلعت الغزالة إلى الأشجار القريبة ، وقالت: لا داعي للخوف، إنه ذكر النعامة.
وهزّ الغزال رأسه ، ودمدم قائلاً :مرة أخرى ؟
وأطل ذكر النعامة ، من وراء إحدى الأشجار ، وتوقف متردداً ، يقلب النظر بين الغزلان. ونادته الغزالة العجوز بصوت رقيق: تعال اشرب. إذا كنت عطشاناً.
وعلى الفور، تقدم ذكر النعامة ، وأخذ يعب الماء من الغدير ، وقد بدا عليه الارتياح. وحدج الغزال، الغزالة العجوز، بنظرة غاضبة، ثم مضى مبتعداً ، وهو يقول : هيا، لنمضِ ، اتبعوني.
وأسرعت الغزلان في أثره ، عدا الغزالة العجوز، التي بقيت تتململ في مكانها . ورفع ذكر النعامة رأسه، وتطلع إلى الغزلان المبتعدة، ثم قال: لقد ذهبت جماعتك.
وحدقت الغزالة العجوز فيه لحظة، ثم قالت: منذ أيام عديدة ، وأنت تتبعنا .
وتنهد ذكر النعامة ، وقال: لقد رافقت قطيعاً من الحمير الوحشية، فترة طويلة، وقد تركت القطيع، حين رأيتكم.
وصمت لحظة، وقال بنيرة حزينة: إنني وحيد .
ورغم تأثرها ، مضت الغزالة العجوز في اثر الغزلان، وهي تقول: أنت ذكر نعامة ، ونحن غزلان، هذا ما يقوله الغزال.



"   2   "
ــــــــــــ
   أوت الغزلان ، بعد غروب الشمس ، إلى بقعة كثيفة الأشجار. وجثموا قرب الغزال، كأنهم يحتمون به مما يخبئه الليل من مخاطر.
وهدأ الجميع ، وكادوا يغفون ، حين ارتفع من بعيد من بعيد عواء ممطوط بشع: عووووو.
وهموا بالنهوض ، والهرب مولولين : الذئب .. الذئب.. الذئب.
فنهرهم الغزال قائلاً ، دون أن يتحرك من مكانه: كفى ، لننم ، إنه بعيد.
وهدأ الجميع ثانية ، وجثموا في أماكنهم ، وأغمضوا عيونهم ، وسرعان ما استغرقوا في نوم عميق.
وقبيل منتصف الليل، أفاقت الغزالة العجوز ، على حركة بين الأشجار، وعرفت أنه ذكر النعامة ، فنهضت بهدوء من مجثمها، وتسللت نحوه على أطراف أقدامها .
ورغم الظلام ، رآها تقترب منه ، فأسرع إليها ، وقال: عفواً إذا كنت قد أيقظتك .
وصمت لحظة ، ثم قال : لقد سمعت عواء الذئب ، وخشيت أن يهاجمكم ، وأنتم نيام .
فردت الغزالة العجوز : لا عليك ، إنه بعيد جداً .
ثم أشارت له أن يتبعها ، وهي تتقدمه ، أن : تعال .
وسار ذكر النعامة في أثرها ، حتى وصلا بقعة صغيرة معشبة، تحف بها الشجيرات ، فتوقفت الغزالة العجوز ، وقالت : الجميع نيام ، لنجلس هنا .
وجلست الغزالة العجوز على العشب ، وجلس ذكر النعامة إلى جانبها ، وقال : الوقت متأخر ، آمل أن لا أكون قد ضايقتك .
وربتت الغزالة العجوز على كتفه ، وابتسمت قائلة : أبداً ، إنني سعيدة بك ، فقد عشت فترة مثلك .. وحيدة .
وأطرق ذكر النعامة لحظة ، ثم قال : منذ فترة طويلة ، وأنا وحيد ، فقد كنت صغيراً ،حين  فارقت أبويّ وإخوتي ، ويبدو أنني تهت عنهم ، لكن من يدري ، ربما أعثر عليهم يوماً ما .
وابتسمت الغزالة العجوز ، وقالت : أو تعثر على نعامة فتية .. في عمرك .
وتطلع ذكر النعامة إليها ، دون أن يتفوه بكلمة ، فقالت ، وهي تغالب تثاؤبها : أنت متعب مثل ، لننم الآن .
ووضعت رأسها ، فوق قائمتيها الأماميتين ، وقالت بصوت ناعس : تصبح على خير .
وأغمض ذكر النعامة عينيه ، وقال : تصبحين على خير.
وما إن مرت لحظات ، حتى استغرق ذكر النعامة والغزالة العجوز ، في نوم عميق .



"   3   "
ــــــــــــــ
    أفاق ذكر النعامة ، صباح اليوم التالي ، على الغزال الكبير ، وقد أحاطت به الغزلان ، يصيح بالغزالة العجوز منفعلاُ : الويل لك ، أنت تجلسين هنا مرتاحة ، ونحن نبحث عنك في كل مكان؟هيا ، انهضي .
وهبت الغزالة العجوز واقفة ، وحاولت أن ترد ، لكن ذكر النعامة ، سبقها قائلاً بلهجة اعتذار : إنني آسف ، فالذنب ليس ذنبها ، بل.. .
وقاطعه الغزال بحدة ، دون أن ينظر إليه: اسكت أنت .
وهمّ ذكر النعامة أن يرد على الغزال، لكن الغزالة العجوز، نظرت إليه مترجيه، وقالت: من فضلك ، دعِ الأمر لي.
ولاذ ذكر النعامة بالصمت، مغالباً انفعاله، والتفتت الغزالة العجوز إلى الغزلان ، وقالت : يبدو أنني ،وبدون عمد ، تسببت في إقلاقكم.
وردت غزالة بشيء من الانفعال: وأي إقلاق.
وقالت غزالة أخرى : لقد ظننا أن الذئب قد اختطفك .
فردت الغزالة العجوز قائلة : لست خشفاً ليختطفني الذئب .
وزفر الغزال متضايقاً ، وقال للغزالة ، دون أن ينظر إلى ذكر النعامة : قولي لهذا .. ألا يتبعنا ، فنحن لسنا نعام .
وسار مبتعداً ، وقد شمخ بقرونه المتشابكة القوية . وعلى الفور ، أسرعت الغزلان جميعاً في إثره ، عدا الغزالة العجوز .
والتفت ذكر النعامة إلى الغزالة العجوز ، وقال بصوت حزين : لقد ذهبوا جميعاً ، اذهبي ، اذهبي أنت أيضاً .
وتطلعت الغزالة العجوز إليه بعينين دامعتين ، وقالت : لو كان الأمر بيدي ، لتمسكت بك ، وأبقيتك معنا .
فرد ذكر النعامة قائلاً : هذه عاطفة طيبة ، أشكرك .
واستطردت الغزالة العجوز قائلة : في طفولتي ، رأيت العديد من النعام وطيور الرية ترافق الغزلان لأشهر طويلة من السنة .
وأطرق ذكر النعامة رأسه ، ثم قال : أخشى أن تبتعد الغزلان كثيراً ، اذهبي ، اذهبي إليهم .
وتراجعت الغزالة العجوز ، وقالت بصوت تخنقه الدموع : وداعاً .



" 4 "
ـــــــــــــ
     رفع ذكر النعامة رأسه مستوفزاً ، إذ عصف به عواء ، كأنه هدير عاصفة ، غنحدر إليه من أعلى التلال : عووووو .
وتراءت له الغزلان وبينهم الغزالة العجوز ، وفي نفس الوقت ، ترددت في أعماقه كلمات الغزال : قولي لهذا ألا يتبعنا ، فنحن لسنا نعام .
وعصف به العواء ثانية : عووووو ، فتساقطت كلمات الغزال ، ولم تبق في أعماقه ، سوى الغزلان والغزالة العجوز . وعلى الفور ، وبدون تردد ، انطلق في إثر الغزلان .
ومن حسن حظ الغزلان ، أنه وصل إليهم في الوقت المناسب ، فقد كان الذئب يندفع نحوهم ، وقد كشر عن أنيابه الشبيهة بالخناجر ، فأسرع يتصدى له ، وبقائمتيه القويتين ، المنتهيتين بمخلبين حادين ، رفسه رفسة صاعقة جارحة . وصرخ الذئب ، وتهاوى منسحقاً على الأرض ، وسرعان ما تحامل على نفسه ، ولاذ بالفرار، والدماء تسيل من جراحه .
ووقف الغزال ، تحف به الغزلان ، أمام ذكر النعامة ، وقال بصوت يغرقه الشعور بالذنب : أشكرك ، لولاك لفتك الذئب بالعديد منّا .
وصمت محرجاً ، فذكر النعامة لم يكن يصغي إليه ، وكانت نظراته تحلق مبهورة ، متجاوزة الغزال ، والغزلان ، بل وحتى الغزالة العجوز . وتململ الغزال ، ثم قال متردداً : يمكنك .. إذا شئت .. أن ترافقنا .
واقتربت الغزالة العجوز منه ، وهمست له قائلة : لنذهب ، فلن يرافقنا هذه المرة .
وحدق الغزال فيها متسائلاً ، فأشارت إلى الوراء ، دون أن تتفوه بكلمة . والتفت متطلعاً بعينيه الحائرتين ، وإذا نعامة فتية تقف على البعد ، وعيناها المبهورتان مثبتتان على ذكر النعامة.
فالتفت إلى الغزلان ، ثم تقدمهم هامساً : هيا ، فلنذهب .
وأسرعت الغزلان في إثره ، عدا الغزالة العجوز . ونظر ذكر النعامة إليها ، فابتسمت ، وقالت : هذا المكان محظوظ فسيضج بعد أشهر قليلة ، بوصوصة صغار النعام .
ابتسم ذكر النعامة ، ثم مضى نحو النعامة الفتية ، بعد أن لوّح للغزالة العجوز ، وقال : حسن ، إلى اللقاء .

 النعام والرية طيور لا تطير ، مثلهم في ذلك مثل طيور الامو والشبنم والكيوي والبطريق .