لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الجمعة، 7 أغسطس 2015

"قصة حلم" نص للأطفال بقلم: سماح أبوبكر عزت

قصة حلم
سماح أبوبكر عزت
ليست مجرد مياه.. وإنما هى تاريخ ينبض بكفاح وطن وعرق فلاحين حفروا بأيديهم ذلك الشريان الذى يصل البحرين الأحمر والأبيض ويصل فى نفس الوقت الماضى بالحاضر.. قصتها حلم نعيشه اليوم واقعاً جميلاً غير وجه العالم.. إنها قناة السويس أول قناة صناعية شقتها يد الإنسان على وجه الأرض لتصل البحر الأبيض بالبحر الأحمر وتربط الشرق بالغرب، فتنقل حضارات العالم القديم عبر البحر الأبيض إلى شواطئ أوروبا الجنوبية والعالم الجديد، واليوم تروى لنا مياهها قصة حلمها منذ عهد الفراعنة وتحديداً من عام ١٨٧٤ ق. م فى عهد الملك (سنوسرت الثالث) أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة العظام الذى كان أول من فكر فى حفر قناة ثلاثية تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، وحفر قناة تصل كلا منهما بالبحيرات المرة عرفت باسمه.. قناة سنوسرت الثالث التى لعبت دوراً هاماً فى تاريخ مصر العسكرى والاقتصادى وكانت تمر من خلالها السفن التجارية الكبيرة تنقل البضائع.. على جدران معبد الكرنك العظيم بالأقصر لوحة جدارية تصور تفاصيل حفل افتتاح قناة سنوسرت.. وتمر السنوات وتشرق شمس الأسرة التاسعة عشرة ويتولى الملك سيتى الأول الحكم ويأمر بإعادة حفر قناة سنوسرت الثالث لتعود لها الحياة من جديد، ويصافح البحر الأبيض شقيقه البحر الأحمر تحرسهما الأشجار التى زرعت لتحمى القناة من زحف الرمال.
وفى عهد الأسرة السادسة والعشرين، قام الملك (نخاو الثانى) بإعادة حفر القناة من جديد لكنها لم تكتمل إلا فى عصر الملك الفارسى (دارا الأول) الذى أتم حفرها.
وفى العصر الرومانى أمر الإمبراطور (هارديان) بتوسيع ممرات القناة لتسمح بمرور السفن الكبيرة.
وتشرق شمس العصر الإسلامى ويأمر الخليفة عمر بن الخطاب بحفر قناة تربط الفسطاط ببحر القلزم أو السويس لغرض التبادل التجارى ونقل الحجاج لبيت الله الحرام وسميت القناة باسم (قناة أمير المؤمنين).
وتأخذنا مياه القناة لعصر الأسرة العلوية، نسبة إلى محمد على باشا مؤسسها، وتحديداً لعهد الخديو سعيد، الذى عرض عليه المهندس الفرنسى (فرديناند ديليسبس) مشروع حفر قناة تصل بين البحرين الأبيض والأحمر.
وفى الخامس والعشرين من شهر إبريل عام ١٨٥٩ بدأ الحفر ليستمر مدة عشر سنوات ويتم افتتاح قناة السويس فى السابع عشر من نوفمبر عام ١٨٦٩ فى حفل أسطورى فى عهد الخديو إسماعيل، ولأن عقد امتياز القناة كان لمدة ٩٩ عاما تعود ملكيتها لمصر بعدها، أصدر الرئيس جمال عبدالناصر قراراً بتأميم القناة فى عام ١٩٥٦، لتعود ملكيتها وإدارتها لمصر.. وها هو الحلم يتجدد بافتتاح قناة السويس الجديدة التى ستفتح أبواب الخير والرخاء لتوفر أكثر من مليون فرصة عمل بجميع القطاعات، وتقلل ساعات انتظار السفن، فهى ليست ممرا مائيا فحسب بل مركزا عالمياً للاقتصاد يغير خريطة العالم. بالعمل والجهد يتحقق الحلم وتشرق شمس الأمل.

ليست هناك تعليقات: