لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الأربعاء، 26 أغسطس 2015

"طبيب بالمقلوب!" قصّة للأطفال بقلم: سلمى قريطم



طبيب بالمقلوب!


قصّة: سلمى قريطم

رسوم: حسام مغربي

تحبير وتلوين: مريم خدام الجامع

أخيراً فتحَ الثعلبُ أبو فَروَة عيادَتهُ في غابةِ «الأسنانِ اللؤلؤيَّة». كانتِ الحيواناتُ تنتظِرُ هذا اليوم بفارغِ الصّبر.

منذُ الصّباحِ غصَّتْ عيادةُ الطّبيب أبي فَروَة بأصدقائِهِ الحيوانات. رَحَّبَ أبو فَروَة بِها بحرارة.

قفزَ الحصانُ أبو غرَّة على كرسيِّ المُعاينة الطويل وهوَ يتأوَّهُ قائلاً: «آهٍ، سِنِّي تُؤلِمُني كثيراً.» فاحتجَّتِ البقرةُ أمُّ الحليب قائلةً: «بل سِنِّي هي التي تُؤلِمني أكثر!» وطلبَتْ مِنْ أبي غرَّة أن ينهضَ لِتجلسَ مكانَهُ. ابتسمَ أبو فَروَة قائلاً: «اطمئنوا يا أعزَّائي.. سأعالِجُ أسنانَكُم جميعاً، لكن الواحد تِلوَ الآخر مِن فضلِكم.»

لم تقتَنِعْ أمُّ الحليب بكلامِ أبي فَروَة. دَفعَتْ أبا غرَّة عن الكرسيِّ واحتلَّتْ مَكانَه. صهلَ أبو غرَّة غاضباً. في هذهِ اللحظةِ دخلَ العيادةَ التمساحُ أبو الحراشفِ وهو يصيحُ: «أضراسي تلمَعُ يا دكتور. أنقِذها أرجوك!» سَحَبَ أبو الحراشف أمَّ الحليب عن الكرسيِّ وجلسَ مكانها. ارتبكَ أبو فَروَة كثيراً وحارَ ماذا يفعل.

مدَّتِ النعامةُ أمُّ الريشِ رأسَها مِنَ النافذةِ وانفجرَتْ ضاحكة. سألَها أبو فَروَة: «لماذا تضحكين؟» فأجابَتْ: «إذا بَقيْتَ على هذهِ الحال فسيمضي النّهارُ دونَ أنْ تستطيعَ إصلاحَ سِنٍّ واحدة!».

احمرَّ وجهُ أبي فَروَة غضَباً وصاحَ: «أنتِ لا أسنانَ لكِ! ماذا تفعلين هنا؟!». ابتسمَتْ أمُّ الرّيشِ قائِلةً: «أنتَ مُحِقٌّ، لا أسنانَ لدَيَّ، لكن لديَّ هذا.» وأخرجَتْ أمُّ الريش دفتراً صغيراً من تحتِ جناحِها.

قَلَّبَتْ أمُّ الرّيشِ أوراقَ دفترِهَا وأردفَتْ: «هذا هو دفترُ المواعيد. مِنْ دونِهِ ما كنتُ لأنجحَ في تنظيمِ الوقتِ وإدارةِ مدرستي. انظُرْ.. عند تَمام الساعةِ الثّامنة تبدأُ حصَّةُ العُلوم. في الساعةِ التاسعةِ تبدأ حصَّةُ الموسيقا. في الساعة العاشرة تبدأ الاستراحة..»

اعتذرَ أبو فروة عن فَظاظتِهِ وشَكرَ أمَّ الريشِ على فكرتِها الرائعة.

قدَّمَت أمُّ الريش دفترَها لهُ هديَّة. أخرجَ أبو فروة قلماً مِن جيبه وخطَّ على دفترِه: الساعة الثانية عشرة.. أبو غرَّة. الساعة الثانية عشرة والنصف.. أمُّ الحليب.

الساعة الواحدة.. أبو الحراشف...

منذ ذلك اليوم صارَ الجميعُ يتقيَّدُ بالمواعيد.

نجَا كرسيُّ المُعاينةِ مِن تَدافُعِ الحيوانات فوقَهُ وتنفَّسَ الصعداء.

وأخيراً لم تَعُدْ عيادةُ الطبيبِ أبي فَروَة تَسيرُ بِالمَقلوب!

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

كنت أعرف ان قصة تكتبها سلمى قريطم ستكون مميزة بالتأكيد.... سلمت صديقتي الغالية...