لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الجمعة، 20 فبراير 2015

"جمانة.. أوَّلًا " قصة للأطفال بقلم: فاطمة الزهراء مختار



جمانة.. أوَّلًا
سن من 4 إلى 7 سنوات
فاطمة الزهراء مختار

جمانة في الخامسة من عمرها و حسَّان هو شقيقُها الأكبر، وعمره سبع سنوات.
 في كل مرة تتشاجرجمانة مع حسان فتتدخَّل ماما وتحلَّ المشكلة إلى أن تترك ماما جمانة وحسان يقومان بحل المشكلة بنفسـَيْهما، فتكافئهما بمفاجأة جميلة!
          ..................................
  بعد تناولِ الغداء.. قالت جمانة:
من فضلكِ ماما اسمحي لنا باللعب في الحديقة أنا وحسان؟
 أجابت الأم:حسنًا،ولكنْ من دون شِجار! اتفقنا؟!
"اتفقنا"
 أجاب حسان و جمانة بصوتٍ واحد.
 وأسرع حسان ففتح الباب، وخرجا إلى حديقة المنزل.
أمسك حسان بالكرة وقال:أنا مـَن سيلعبُ بها أوَّلًا.
اختطفت جمانةُ الكرةَ من يده قائلة:أنا مـَن طلبت مـِن ماما الخروجَ للعب؛ أريدُ أن ألعب أولًا.
فتحت الأم النافذةَ المُطلـَّة على الحديقة وقالت: حسـَّان.. جمانة.. وَعدتــُّمـانـي بأن لا تتشاجرا؛هيـا تشاركا اللعبَ بالكرة!
جمانة.. قفي عند الشجرة،وارمي بالكرةِ لحسان!
حسان استقبل الكرة، ثم ارمِها لأختكَ مرةً أخرى!
أغلقت الأمُّ النافذة،ولعبا من دون شجار.
بعد مدة.. تعبت جمانةُ من اللعب وتعب حسان؛ فقرَّرا دخولَ المنزل لمشاهدة التلفاز.
وحينما جلسا أمامَ التلفاز مدَّت جمانةُ يدَها لتأخذَ جهازَ التحكُّم(الريموت)، فأسرع حسان وسحب الجهازَ من يدها. 
صرخت جمانة.. آآه لقد آلمتني! 
فردَّ حسان:  آسف.. لم أقصد ذلك، ولكني قصدتُ أخذ الريموت.
أخذت جمانة تبكي وتقول:أعطني إيـَّاه.. أنا التي حصلتُ عليه قبلًك!
-       كلا، بل سأشاهدُ قناتي المفضلة أولًا ثم أعطيكِ.
هكذا رد حسان.
غضبت جمانة وصرخت: أنا من سيشاهدُ قناتَه أولًا.
سمعت الأمُّ صُراخَها, فخرجت من المطبخ ورأت حسان وهو يضرب جمانة كي لاتأخذَ منه الريموت، بينما رفعت جمانةُ يدَها تريدُ أن تردَّ له الضربة!!
وهنا قالت الأم بصوت عالٍ: كفـَّا عن الشجار هذا أمر!!
فتوقـَّفَ الاثنان عن ضرب بعضهما وهما غاضبـَيـْن.
بينما تابعت الأم كلامَها:
أمرٌ آخر.. حسان يـُدَغْدِغُ قـَدَمَ جمانة بسرعة! 
نظر حسان لأمه معترضًا، فتابعت: لأنك ضربتها؛ فإذا ضحكت فإنها تحصل على الريموت أولًا، وإن بَقِـيـَـتْ تبكي فستحصل عليه أنتَ قبلها!
أسرع حسان فدغدغ قدم جمانة وهو يقول: دِغْ.. دِغْ..دِغ ، فضحكت وأخذت الريموت وهي فرحانة. 
أما حسان فنهضَ عابسًا وقال بصوت منخفض: إذن .. أنا ذاهبٌ إلى غرفتي حتى تنتهي جمانة من مشاهدةِ قناتها.
وماذا ستفعل في غرفتك؟ 
سألت الأم حسان
 فرد قائلا: سأرسمُ بالألوان.
 قالت الأم: لاتنسَ ارتداءَ قميصِ التلوين كي لاتتسخ ملابسَك!
هزَّ حسان رأسه موافقا.

وفي غرفته .. أمسك حسان بالفرشاة..وبدأ يفكر ماذا يرسم؟ خطر بباله أن يُجرِّبَ رسمَ آنيةِ الزهورِ الموضوعة على الرف، فغمس الفرشاةَ في اللون الأخضروبدأ يرسم..
بعد ساعة.. انتهت جمانة من مشاهدة التلفاز، وذهبت تـُفتـِّش عن حسان، فرأته وهو يرسم آنيةَ الزهور..
وااو..جميلة!
هكذا قالت مندهشة من لوحة حسان التي كان قد قاربَ على الانتهاءِ منها،ثم تابعت:
أنا ذاهبةٌ لأنادي ماما كي تراها.
سأل حسان نفسَه: لماذا لا أجعلُ جمانةَ تشاهدُ التلفازَ قبلي كلَّ يوم؛ بينما أقومُ أنا برسم لوحةٍ جديدة؟!
في اليومِ التالي..جلستْ جمانةُ لمشاهدة القناةِ التي تحبُّها أمامَ التلفازعند الساعةِ الخامسةِ عصرًا، بينما توجَّه حسانُ إلى غرفته ليرسم لوحةً جديدة.
وعند انتهائه من الرسم كانت جمانةُ قد أتمَّت مشاهدةَ برامجِها المفضَّلة، فقام حسانُ بالجلوس أمامَ التلفازِلمشاهدةِ القناةِ التي يُفضِّلُها.. كانت الساعةُ تشيرُ إلى السادسةِ مساءً.
لاحظت الأمُّ ذلك.
 بهدوءٍ قالت: حسان.. جمانة.. لكما مفاجأةٌ في نهايةِ الأسبوع؛ لأنكما تفاهمتُما مع بعضٍ مِنْ دونِ شجارٍعلى مشاهدةِ التلفاز.
سألا بصوت واحد:ماهي المفاجأةُ ياماما؟!
ضحكت الأم وقالت:
لن أخبرَكُما.. وكيف تكونُ مفاجأةً إذا عرفتُماها؟!!
وإذا حصلت ماما على قـُبلةٍ من جمانة..هل ستخبرُنا؟! 
 بدلال قالت ذلك جمانة وهي تقبّل أمها
فقال أيضا حسان:وقبلةٍ من حسانَ أيضًا..
أجابت الأم: رحلةٌ إلى الشاطئ.. هي المفاجأة.
قفزت جمانةُ فرَحًا, وصفـَّق حسانُ قائلا: هييييه .. شكرًا لك ياماما.
ثم خطرت له فكرة، فصرخ قائلا:
ماما.. هل توافقين على أن أحملَ معي لوحتي وأقلامَ التلوين؛لأرسمَ منظرًا للشاطئ ؟
أجابت الأم: فكرةٌ جميلة ياحسان،موافِقة.
قالت جمانة مبتسمة:هكذا سيصبح لدينا في العائلةِ فنانًا صغيرًا.
ثم قفز سؤال في ذهن جمانة : وأنتِ ياجمانةُ ماذا تريدينَ أن تصبحي؟؟

"الحل هو الحبل" قصة للأطفال بقلم: سماح أبوبكر عزت

الحل هو الحبل الحل هو الحبل
 سماح أبوبكر عزت

«اصطدت تمساحاً.. اصطدت تمساحاً»، وهتف القرد الشقى فى سعادة، وتعجَّب كل سكان الغابة: كيف اصطاد أصغر قرد فى الغابة التمساح المخيف؟!
نعم، اصطدت تمساحاً بالحيلة والذكاء وحب الأصدقاء، فالعقل والقلب لا يرتبطان بحجم الإنسان أو الحيوان، وبالرغم من أننى أصغر قرد بالغابة فإن عقلى كبير أفكر قبل أن أتكلم أو أتصرف، وقلبى أكبر يتسع لكل سكان الغابة من الطيور والحيوانات، أحبهم وأسأل عنهم وأرسم البسمة على وجوههم، تهدينى شجرة الفل زهورها الجميلة البيضاء، فأصنع منها عقداً لصديقى الفيل يلفه حول خرطومه ويقفز بسعادة كأجمل فراشة فى الغابة.
تمنحنى شجرة الورد باقة من أجمل الورود الحمراء والصفراء، فأصنع منها تاجاً ليزين رأس صديقتى الزرافة فتزداد جمالاً ورقة. حتى الحطّاب العجوز الذى يأتى كل يوم إلى الغابة يجمع جذوع الأشجار أساعده وأهديه أجمل الثمار؛ الموز الذى أحبه أقتسمه معه، وجوز الهند أكسره ونشرب معاً عصيره اللذيذ فيصبح مذاقه أطيب وأشهى.
بادلنى صديقى الحطّاب الحب وأهدانى فى عيد ميلادى أرجوحة جميلة أجمل ما فيها أنه صنعها بيديه، ربط حبلاً متيناً بين شجرتين وكان يغنى وأنا أقفز بسعادة فوق الأرجوحة المدهشة.. وذات يوم كنت أقفز فوق أكبر شجرة لأقطف ثمار جوز الهند وقعت ثمرة كبيرة فى النهر وسقطت معها فوق صخرة خضراء كبيرة، وفجأة تحركت الصخرة التى لم تكن سوى تمساح مخيف لمعت عيناه بفرحة وقال: «مرحباً بك يا صديقى، جئت فى الوقت المناسب، فأنا جوعان وستكون وجبتى الشهية فى الغداء»، شعرت بالخوف لكنى فكرت بسرعة وقلت: سيدى التمساح أنا أصغر قرد بالغابة لن أسد جوعك، عظامى ستؤلم معدتك. رد التمساح بغضب ورمانى فى النهر قائلاً: «لن تهرب منى»، قلت وأنا أرتجف من الخوف: كنت أتمنى زيارتك، ولأثبت لك إخلاصى سأهديك أسمن بقرة بالغابة. سمعت صوت صديقى الحطاب ينادينى، فقلت بصوت عالٍ ليسمعنى: أحبك يا أجمل تمساح. فهم الحطاب رسالتى وألقى الحبل من الشجرة، فأمسكت به وأعطيته للتمساح قائلاً: امسك هذا الحبل، وسأوثق البقرة السمينة فى طرفه الآخر، هيا يا صديقى. فرح التمساح الطماع وقال بلهفة: «هاتِ الحبل، وهيا بسرعة اذهب وأوثق البقرة لا تتأخر»، قفزت بسرعة وأنا أرتجف من الرعب وأمسك بطرف الحبل، احتضننى الحطاب وقال: «لا تقلق، ستنتصر على التمساح»، جريت بسرعة، ومن خلف الأشجار رأيت صديقى الفيل الطيب، قابلنى قائلاً فى قلق: «ما بك يا صديقى أراك ترتعش من البرد؟!»، قلت: بل من الخوف، فقد هاجمنى التمساح المخيف، لكنى اصطدته بهذا الحبل. اندهش الفيل وقال: «اصطدت تمساحاً! كيف وأنت أصغر قرد فى غابتنا؟!».
قلت بثقة للفيل: اجذب الحبل يا صديقى، وسترى التمساح يمسك بطرفه الآخر. لف الفيل الحبل حول خرطومه وجذبه بكل قوته، وكلما جذبه قاوم التمساح وجذبه من الطرف الآخر وهو يحلم بالبقرة السمينة، ولأن الفيل أقوى جذب الحبل بقوة وسحب التمساح خارج النهر وألقاه على الرمل حتى انقطع الحبل، غضب التمساح وقال: «خدعنى أصغر قرد». وفرح الفيل بذكاء صديقه القرد وقال له: «هيا يا صديقى، لا بد أن تحتفل بك الغابة كلها». وفى المساء اجتمعت كل الحيوانات حول القرد الصغير، وقدمت له الزرافة أكبر ثمرة جوز هند، وتبارت كل الحيوانات فى تقديم الهدايا لصديقها القرد الصغير الذى استطاع بذكائه وبحب أصدقائه أن يخدع أكبر تمساح ويصطاده، والفضل كان للحطاب ولهديته التى منحت القرد السعادة والأمان.

الأربعاء، 18 فبراير 2015

"الكلمات تسافر وحدها " قصة للأطفال بقلم: خير الدين عبيد



الكلمات تسافر وحدها


باعد الكاتب بين سبّابته وإبهامه، تاركاً الظرف ذا الطّابع الملوّن يسقط داخل صندوق البريد الأحمر.‏
كان الظّلام دامساً داخل الصّندوق، حتّى أنّ الظّرف نسي وجعه بسبب سقوطه، وراح ينظر حوله خائفاً.‏
ورويداً.. رويداً، بدأ يرى ما حوله، نتيجة لتسلّل حزمة ضوئيّة من فتحة الصّندوق الضّيقة، فقد اكتشف أنّه ليس وحيداً، وإنّما يستلقي بجواره عشرات الظّروف.‏
شعر الظّرف بالسّعادة، وأحبّ أن يتعرّف على أصدقائه لكن.. وقبل أن يسلّم على أحد، أحسّ بمغص، ففطن إلى أنّ جوّ الصّندوق بارد، وربّما كان ذلك هو السّبب.‏
والحقيقة.. أنّ المغص لم يكن بسبب برودة الطّقس، وإنّما بسبب الخلاف النّاشئ بين الكلمات والأرقام على الأوراق السّت الموجودة داخل الظّرف.‏
وإليكم ما حدث بالضّبط...‏
كانت الأوراق السّت تتضمّن قصصاً قصيرة، وفي أسفل كلّ ورقة رقم يدلّ عليها، لكنّ الكلمات انزعجن من الأرقام، وقلن لها غاضبات:‏
-غريب.. كيف ترضُون على أنفسكن أن يجلس كلّ رقم بمفرده وسط مئات الكلمات!؟ أجبن.. ألا تستحين؟‏
انكمشت الأرقام على نفسها، قالت:‏
-نحن لسنا ثقيلي دم، حتّى نجلس معكن بلا سبب.‏
-وما السّبب؟ تفضّلن أوضحن.‏
-السبب هو ترتيب الأوراق حتّى لا يختلط بعضها ببعض، فلا تعرف الأولى من الثّانية.‏
-ها.. ها، وتتفلسفن أيضاً، اسمعن.. نحن نرتّب أنفسنا بأنفسنا دون حاجة لحضرتكن.‏
-لا تغلطن في حقّنا، صحيح أنّ الأوراق ملأى بالكلمات، لكن الأرقام مهمّة، وكما يقول المثل: الحصاة تسند الجرّة.‏
-ما شاء اللّه، وتضربن الأمثال! هيّا.. اخرجن من غير مطرود فلا يمكننا السّفر معكن.‏
وعبثاً حاولت الأرقام إقناع الكلمات، ونظراً لقلّة عدد الأرقام، وكثرة عدد الكلمات، فقد استطاعت الأخيرات دفع الأرقام، وإخراجها من إحدى زوايا الظرف الّتي لم تلصق جيّداً.‏
لم يطل سفر الظرف أكثر من أيّام، فقد رُدّ إلى مركز البريد محتوياً ورقة إضافيّة، كتب عليها:‏
الكاتب العزيز‏
نرجو أن ترقّم الأوراق، كي نستطيع قراءتها بالتّرتيب وتبعثها من جديد مع جزيل الشّكر.‏
في اليوم التّالي.. كان الظّرف ذو الطّابع الملوّن يستلقي سعيداً داخل صندوق البريد الأحمر، يكلّم أصدقاءه، يتعرّف منهم على وجهة سفرهم، وبالطّبع لم يشعر هذه المرّة بالمغص، فقد كانت الكلمات تحكي لأصدقائها الأرقام، قصّة سفرها الأولى.‏