لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الجمعة، 28 مارس 2014

" الغيمة الرمادية" قصة للأطفال بقلم: جيكر خورشيد


"أمي" قصيدة للأطفال بقلم: جليل خزعل


"يُوْم فِى حَيَاتِى" قصيدة للأطفال بقلم: مجدى عبد الرحيم

يُوْم فِى حَيَاتِى


شعر : مجدى عبد الرحيم
رسوم : سحر عبد الله

سَلاْمَاِتى .. احْتِرَامَاتى
لِيْكُم انتُو .. يا اخْوَاتى
رَاح أحْكِى لِكُمْ .. بِالتفصِيل
عَنْ يُوم وَاحِد فِى حَيَاتى
* * * * *
أَصْحَىَ الصُبْح .. بَدْرَى
أَصَلّى فَرْض .. رَبِّى
أَلْبِس أَحْلَى .. هُدُوْمِى
آخُدْ مَصْرُوف .. يُوْمِى
اجْرِى عَلَى .. مَدْرَسْتى
وف ايْدِى .. كُرَّاستِى

* * * * *
أرْجَعْ فِى .. العَصْرِية
ارتَاح لِيّه .. شِويه
اذاكِر كُل .. دُرُوسِى
مِنْ غيْر دَرْس خُصُوصى
اصْل بَابَا .. حَبِيْبِى
نَظّم لِى .. أوْقَاتِى

* * * * *
السَّاعَة عَشْرَة .. تَمَام
كِده مِنْ غِيْر .. كَلاَم
أجْرِى عَلَى .. سِرِيْرِى
مَامَا تِيْجى .. تِغَطِينِى
بُوْسَه كِبِيْره .. تِدّيْنِى
وتقُول ِلى نَام .. يا حَيَاتى

الخميس، 27 مارس 2014

"خير الأصدقاء" قصة للأطفال بقلم: عبد الجبار ناصر

خير الأصدقاء

تأليف: عبد الجبار ناصر



ظلَّ الكاتبُ غارقاً في تفكيرٍ عميقٍ، كان يبدو مهموماً قلقاً. بعدَ قليلٍ نهضَ منْ كرسيهِ وتوجهَ إلى النافذةِ، وقفَ هناكَ ينظرُ إلى السَّماءِ وإلى حديقةِ المنزلِ وزهورها الملونةِ الجميلةِ. عاد الكاتبُ مرةً أخرى إلى منضدتهِ، لكنهُ لم يستطعْ أن يكتبَ شيئاً.
فجأةً، انبسطتْ أساريرهُ، وغمرهُ فرحٌ كبيرٌ؛ فقدْ خطرتْ في ذهنهِ القصصُ التي سيكتبها.
بدأَ بكتابةِ القصَّةِ الأولى، وبعد أنْ أَتمَّها، قرأها بدقة وإمعانِ.
شعرَ بالارتياحِ وقال لنفسهِ:
- إنَّها قصَّة جميلةٌ .. ستنالُ إعجابَ القرّاءِ حتماً .. سأكتبُ القصصَ الأخرى.
بعدَ أيامٍ انتهى الكاتبُ من تأليفِ القصصِ؛ ونظرَ إلى أوراقهِ بسعادةٍ غامرةٍ.
وصاحَ فرحاً:
- سأضعُ عنواناً لهذه القصصِ .. عنوانها هو: (القصصُ الطَّريفةُ)!

في صباحِ اليوم التّالي حملَ الكاتبُ المبدعُ أوراقهُ إلى إحدى دورِ النَّشرِ.
قالَ لمديرِ الدّارِ:
- لقد عانيتُ كثيراً في كتابةِ هذه القصصِ.. وأتمنّى أن تنالَ رضاكَ يا سيِّدي لأنني أريدها أن تصلَ إلى أصدقائي.
قال مديرُ دارِ النَّشرِ:
- أنتَ على حقًّ أيُّها الكاتبُ.. لنْ يضيعَ تعبكَ سدىً بلْ سيقرأُ الأصدقاءُ ما كتبتهُ منْ قصصٍ..
قرأَ مديرُ دارِ النشرِ القصصَ الطريفةَ بإمعان فأعجبتهُ.
فقرَّر أن يطبعها كتاباً في أقربِ وقتٍ ممكنِ. وبعدَ مدَّةٍ قصيرةٍ أخذتِ القصصُ الطَّريفةُ طريقها إلى المطبعةِ الحديثةِ.

هناكَ، عملَ الطَّباعونَ بجدَّ ونشاطٍ في إكمال طبعِ القصصِ لتكونَ كتاباً في متناولِ أيدي الأصدقاءِ. كانتْ فرحةُ العمالِ كبيرةً حين انتهوا من طبعهِ.
تولَّى أحدُ العمَّالِ نقلَ نسخِ الكتابِ إلى المخزنِ.
أتمَّ العاملُ مهمَّتهُ، وقبلَ أن يغادرَ المخزنَ سمعَ كتاباً يقولُ:
- إنَّهُ مكانٌ دافئٌ مشبعٌ برائحةِ الورقِ.. ليتنا نبقى في هذا المكانِ ! توقَّفَ العاملُ في مكانهِ وقالَ مبتسِماً:
_لمْ يرهق الكاتبُ نفسهُ ولمْ يتعبِ العمّالُ منْ أجلِ أنْ تبقى الكتبُ في المخازنِ.. ستأتي الشّاحناتُ صباحَ الغدِ لتنقلكمْ إلى أماكنَ أخرى، لأنَّنا سنطبعُ غداً كتاباً جديداً ثمَّ نضعهُ في هذا المخزنِ!
قالَ أحد الكتبِ:
- أيُّها العاملُ المثابرُ.. لقدْ وجدنا في هذا المكانِ الدَّفءَ والهدوءَ.. لهذا نرغبُ في البقاءِ هنا..
قالَ العاملُ وهوَ ينظرُ إلى أكوامِ الكتبِ:
- أيُّها الأصدقاءُ.. ما فائدةُ الكتابِ بعدَ أنْ يطبعَ؟ الفائدةُ هيَ أنْ يذهبَ لأصدقائهِ ليجدوا فيهِ الفائدةَ الكبيرةَ والمتعةَ الكثيرةَ.. إنَّكم ستذهبونَ إلى المكتباتِ ومحلاَّت بيع الكتبِ، ومنْ هناكَ يصحبكمْ أصدقاؤكمْ إلى مكتباتهمُ الصَّغيرةِ.. والآنَ، وداعاً أيُّها الأصدقاءُ..
أقفلَ العاملُ بابَ المخزنِ وانصرفَ إلى منزلهِ.
عندما حلَّ المساءُ، خيَّم على المخزنِ ظلامٌ دامسٌ. فكَّرتِ الكتبُ في أمرها وانتابها الحزنُ عندما تذكَّرتْ أنَّها في الصبَّاح ستفترقُ.
قطع الصَّمتَ أحدُ الكتبِ قائلاً بصوتٍ مرحٍ:
- أيُّها الأعزاءُ .. لماذا كلُّ هذا الحزنٍ؟ علينا أنْ نفرحَ لأنَّنا سنذهبُ إلى أماكنَ نظيفةٍ مليئةٍ بكتب أخرى متنوعةٍ.. سنمكثُ هناكَ مدَّةً قصيرةً ثمَّ يذهبُ كلُّ واحدٍ منّا معَ صديقٍ منَ الأطفالِ.. فأقترح عليكمْ أنْ ننامَ مبكِّرينَ لأنَّ أمامنا في الغدِ رحلةً قد تكونُ طويلةً..
اقتنعتِ الكتبُ بهذهِ الفكرةِ فنامتْ مبكِّرةً.
في صباح اليومِ التّالي نقلَ العمّالُ رزمَ الكتبِ إلى الشّاحناتِ الَّتي اصطفَّت أمام باب المخزنِ الكبيرِ.
وبعدَ ساعاتِ قليلةٍ انطلقتِ الشَّاحناتُ في شوارع المدينةِ، فبعضُ الشّاحناتِ اتَّجهَ إلى المدنِ البعيدةِ، والبعضُ الآخرُ اتَّجهَ إلى مكتباتِ المدينةِ.
وفي مكتبةٍ كبيرةٍ وسطَ المدينةِ تطلُّ على شارعٍ رئيسٍ، كان كتابُ القصصِ الطَّريفةِ متربِّعاً داخلَ الواجهةِ الزُّجاجيَّةِ.
كانَ الكتابُ مرتاحاً وهو يشاهدُ حركةَ النّاس والسَّياراتِ والباعة. تمنّى الكتابُ أن يبقى في المكتبةِ مدَّةً طويلةً، لكنَّهُ تذكَّرَ ما قالهُ عاملُ المطبعةِ منْ أنَّ الكتابَ يظلُّ من دونِ فائدةٍ إذا لمْ يقرأهُ الأصدقاءُ..

أدركَ الكتابُ حينذاكَ بأنَّ عليهِ أنْ يكونَ مفيداً للآخرينَ، فراحَ يتطلعُ إلى وجوهِ زوّارِ المكتبةِ بحثاً عن صديقٍ.
فجأةً، وقفَ صبيَّ أمام الكتابِ ينظرُ إليه باهتمامِ. كان الصَّبيُّ يحملُ على ظهرهِ حقيبتهُ المدرسيَّةَ.
تناول الصَّبيُّ الكتابَ وراحَ يقلبُ أوراقهُ على عجلٍ. فرحَ الكتابُ وتمنّى أنْ يذهبَ مع الصَّبيَّ إلى منزلهِ. لكنَّ الصَّبيَّ أعاد الكتابَ إلى مكانهِ وهمَّ بالانصرافِ. فناداهُ الكتابُ قائلاً:
-
إلى أين تذهبُ يا صديقي؟
التفتَ الصَّبيُّ حولهُ متعجِّباً. فعادَ الكتابُ يناديهِ من جديدٍ. عند ذلكَ انتبهَ الصَّبيُّ إلى الكتابِ. فقالَ الكتابُ:
- أنتَ ذاهبٌ إلى المنزلِ.. أليسَ كذلكَ؟ لمَ لا تأخذني معكَ؟
وضعَ الصَّبيُّ يدهُ على جيبِ قميصهِ وقال معتذراً:
- ما عندي منْ نقودٍ لا يكفي لاقتنائكَ وشراء الحلوى!
فقالَ الكتابُ:
- لكنَّك عندما تقرأُ صفحاتي ستجدُ متعةً أكثرَ من أيَّةِ متعةٍ تحصلُ عليها من الحلوى!
ابتسمَ الصَّبيُّ ودفعَ النُّقودَ إلى البائعِ ووضعَ الكتابَ في محفظتهِ المدرسيَّة.
وفي المنزلِ، ظلَّ الكتابُ يراقبُ صديقهُ وهوَ يقرأُ دروسهُ ويكتبُ واجباتهِ البيتِيَّة. وبعدَ أن انتهى الصَّبيُّ منْ تحضيرِ دروسهِ، تناولَ الكتابَ وراحَ يقرأُ الصَّفحةَ الأولى.
ظلَّ الصَّبيُّ مشدوداً إلى قصص الكتابِ. كان فرحاً للغايةِ وهوَ يقرأُ. وقبلَ أن يبدأ بقراءةِ القصَّةِ الثَّانيةِ سمعَ صوتَ أمِّهِ تناديهِ منْ غرفةِ الطَّعامِ.
قالتِ الأمُّ:
لقدْ تأخرت كثيراً في غرفتكَ يا ولدي.. هل وجدتَ صعوبةً في دروسكَ؟

أجابَ الصَّبيُّ:
- تأخرتُ في غرفتي لأنَّني كنت مع صديقي!
تعجبَّتِ الأمُّ وقالتْ:
- لكنَّني لمْ أرَ أحداً يدخلُ معكَ!
فقالَ الصَّبيُّ وهوَ ينهضُ:
- سآتيكِ يا أماهُ بصديقي لتتعرَّفي عليه.
انطلق الصَّبيُّ إلى غرفته، وبعد قليلٍ عادَ حاملاً كتابَ القصصِ الطَّريفةِ.
قالتِ الأمُّ بعد أن قلَّبتْ صفحاتِ الكتابِ:
سأتعرَّفُ عليهِ أكثرَ بعدَ أن أقرأ ما فيهِ..
نعمْ يا ولدي إنَّ الكتابَ صديقٌ وفيُّ.. إنَّهُ كما يقولونَ:
"خيرُ صديقٍ في الزَّمانِ كتابُ...".

"الصوص والغزالة" قصة للأطفال بقلم: زهراء بريطع


الأربعاء، 26 مارس 2014

"النبتة الجديدة" مسرحية للأطفال بقلم: طلال حسن



  مسرحية للأطفال
النبتة الجديدة
  بقلم: طلال حسن

  "1 "

                            غابة ، يدخل الدب ،
                             يتبعه الدب الصغير

الدب             : يا لله ، ما أغرب هذا المكان .
الدب الصغير  : " يتلفت حوله " حقاً إنه مكان غريب .
الدب             : لنبقَ هنا قليلاً ، فقد نعثر على بعض
                      النباتات النادرة .
الدب الصغير  : لقد ابتعدنا كثيراً ، أخشى أن نتأخر .
الدب             : لا عليك ، الوقت مازال مبكراً .
الدب الصغير  : أنت تعرف أمي ، إنها قلقة عليّ الآن .
الدب             : أخشى أنها قلقة ، لأنك معي .
الدب الصغير  : إنّ أمي ، للأسف ، تصدق ما يقوله
                      الآخرون .
الدب             : هذا مؤسف حقاً ، سأحدثها إذا أردت .
الدب الصغير  : لا أ أرجوك ، دع الأمر لي .
الدب             : الغابة يا بنيّ لنا ، وعلينا أن نعرفها ،
                      ونغنيها ، ونغتني بها .
الدب الصغير  : ليت الجميع ، يا أستاذ ، يدركون هذا .
الدب             : سيدركونه ، إنّ المستقبل معنا .

                            الدب الصغير يبتعد
                            متجولاً بين النباتات

الدب الصغير  : ما أكثر تنوع النباتات هنا ، لابد أنّ
                      دراستها تحتاج إلى وقت طويل .
الدب             : لنتفرغ لها .
الدب الصغير  : " يتوقف ويحملق في نبتة " ....
الدب             : هذا يسعدني ، وأرجو أن يسعدك أنت ..
الدب الصغير  : " يصيح " أستاذ .
الدب             : خيراً .
الدب الصغير  : اكتشفتُ نبتة جديدة .
الدب             : نبتة جديدة !
الدب الصغير  : نعم جديدة .
الدب             : " يبتسم " كان أستاذي يضحك ، حين
                       أعلن عن اكتشاف شيء ، يعرفه
                       الجميع .
الدب الصغير  : تعال ، يا أستاذ ، ولن تضحك .
الدب             : " يتجه نحوه " لنرَ .
الدب الصغير  : أنظر ، يا أستاذ .
الدب             : " يحملق في النبتة مهمهماً " هم م م م  .
الدب الصغير  : لا أعتقد أنّ أحداً قد رأى مثل هذه النبتة
                      من قبل .
الدب             : " مذهولاً " يا لله .
الدب الصغير  : لم تضحك .
الدب             : ولن أضحك " يتمعن في النبتة " حقاً
                      إنها .. نبتة جديدة .
الدب الصغير  : " فرحاً " هذا اكتشاف عظيم ،
                       وسيعرف الجميع أنني ..
الدب             : لا ، لا يا بنيّ ، ليبقَ الأمر سراً بيننا ،
                      لابد أن ندرس هذه النبتة أولاً ،
                       ونعرف حقيقتها .

                                  الدب الصغير يقف
                                    حائراً أمام الدب
      
                                         إظلام

" 2 "

                              الأسد العجوز والثعلب
                               يتمشيان أمام العرين

الأسد             : لا ، لا يا عزيزي ، لستُ معك .
الثعلب           : كل الدلائل ، يا مولاي ، تؤكد ..
الأسد             : تأكدوا من حقيقتها ، إنّ الغابة لم تخل
                      يوماً من نباتات غريبة .
الثعلب           : الأمر خطير ، يا مولاي .
الأسد             : هذا تهويل .
الثعلب           : إنّ البعض بدأ يلتف حولها .
الأسد             : ليلتف حولها من يشاء ، هذا لا يخيفنا .
الثعلب           : قد يكون الأعداء ، يا مولاي ، وراء
                      هذه النبتة .
الأسد             : الأعداء !
الثعلب           : وقد يكون لهم أعوان هنا .
الأسد             : " متردداً " هراء .
الثعلب           : مولاي ، لقد تشكلت عدة جمعيات
                      سرية ، لم نعرف عددها بالضبط ،
                      تحت اسم .. النبتة الجديدة .
الأسد             : " يبدو متوتراً " لعلها جمعيات كلمات
                      .. كلمات .. كلمات .
الثعلب           : أخشى أنّ الأمر ليس مجرد كلمات ، يا
                      مولاي .
الأسد             : " يحملق فيه " أفصح .
الثعلب           : قال الدب ..
الأسد             : الدب ثانية !
الثعلب           : قال ، يا مولاي ، إنّ هذه النبتة غنية
                     بالمواد البروتينية ، وأنّ أكلها قد يغني
                     عن أكل اللحوم .
الأسد             : " يهمهم " هم م م م  .
الثعلب           : هذه هي البداية ، يا مولاي .
الأسد             : مهما كان الأمر ، تحقق بنفسك من كلّ
                      ما يقال ، وابلغني بالحقيقة .
الثعلب           : " ينحني للأسد " أمر مولاي .

                               الثعلب يخرج ، الأسد
                                العجوز يقف مفكراً
                                         إظلام
" 3 "

                                بيت الدب ، يدخل الدب
                            والدب الصغير يحملان سلتين

الدب             : " يضع السلة على الأرض " يا إلهي ،
                      آه ظهري يكاد ينقصم .
الدب الصغير  : " مازحاً " أبي يعترف بأنه صار
                        عجوزاً .
الدب             : لستُ أباك .
الدب الصغير  : " يقدم له السلة مبتسماً " تفضل .
الدب             : شكراً " يضع السلة على الأرض " أنا 
                     أتعبتك معي .
الدب الصغير  : لكل شيء ، يا أستاذ ثمنه .
الدب             : أرجو أن يكون الثمن مجزياً .
الدب الصغير : مجزياً جداً ..المعرفة.
الدب             : " يضحك " لو أن زوجتي تسمعك ،
                      لقالت ، إنني أخدعك .
الدب الصغير  : " يضحك " هذا ما قد تقوله أمي أيضاً.

                          تدخل الزوجة ، وتحدق
                              في الدب مغتاظة

الزوجة           : أسمعك تتحدث عني .
الدب             : " يكتم ضحكته " ذكرنا القط .
الدب الصغير  : " وهو يخرج مسرعاً " إلى اللقاء .
الدب             : " يلوح له " إلى اللقاء .
الدب الصغير : " من الخارج " في نفس الموعد .
الدب             : خذي هاتين السلتين إلى الداخل .
الزوجة           : سمك .. و .. عسل .
الدب             : أنت تعرفينني ، قبل أن ترتبطي بي .
الزوجة           : لا عليك ، لقد نسيت طعمهما .
الدب             : إنني دائم البحث عن الحقائق ، و ..
الزوجة           : والمتاعب .
الدب             : " يحملق فيها متسائلاً " ....
الزوجة           : لقد أرسل الثعلب في طلبك .
الدب             : هذه ليست أول مرة .
الزوجة           : ولن تكون الأخيرة ، إنّ نبتتك تقلقهم .
                              الدب يلوذ بالصمت ،
                             وهو يحدق في زوجته 
                                      إظلام
  " 4 "

                             وسط الغابة ، يدخل
                           الأسد العجوز والثعلب

الأسد             : المسافة طويلة " يتنفس بعمق "
                      ليست طويلة جداً " يبتسم " لعي
                      شخت .
الثعلب           : لا يا مولاي .
الأسد             : أخشى أن يكون دور أمي قد حان .
الثعلب           : إنني أعرفكم ، يا مولاي ، دائم التفاؤل.
الأسد             : هذه سنة الحياة " ينظر إلى الثعلب "
                      أرجو أن لا أندم على عمل بنصيحتك .
الثعلب           : لن تندم ، يا مولاي ، إنّ شجاعة ابنكم
                     الكبير ، تنزل الرعب بالأعداء .
الأسد             : إنّ ما يخيفني من ابني ، هو ما تسميه
                     أنت .. شجاعته .
الثعلب           : " يتوقف قرب النبتة " النبتة ، يا
                      مولاي .
الأسد            : " يتأمل النبتة " حقاً إنها جديدة .
الثعلب           : لكنها خطرة ، يا مولاي .
الأسد             : هذا ما قلته عن فرس النهر .
الثعلب           : مهما يكن ، يا مولاي ، فقد كانت تعكر
                     عليكم الماء .
الأسد             : فأبادها ابني .. الشجاع .
الثعلب           : مئة بريء ميت ، ولا متهم يمكن أن
                      يكون خطراً .
الأسد             : هذه حكمة تقطر دماً .
الثعلب           : عفواً مولاي ، إنها حكمة الأسد العظيم
                      .. جدكم .
الأسد             : " يبدو متألماً " آ .. ي .
الثعلب           : " يمد يده إلى الأسد " مولاي .
الأسد             : " يتراجع " ر ، إنني بخير " يتداعى
                     " آآ .. ه .
الثعلب           : اسمح لي " يسنده " مولاي .
الأسد             : لا عليك ، سأكون بخير .
الثعلب           : أنت بخير فعلاً ، يا مولاي .
الأسد             : استمر في التحقيق ، لكن .. بمزيد من
                      التأني .. و .. الدقة " يتأوه " آه .
الثعلب           : مولاي .
الأسد             : خذني .. إلى العرين .. وأرسل من
                      يستدعي ابني .. ولي العهد .
الثعلب           : أمر مولاي .

                                  الثعلب يسند الأسد
                                 العجوز ، ويخرج به
                   
                                          إظلام

" 5 "

                                العرين ، الأسد يرقد ، ولي
                             العهد ، والثعلب ، والقرد جانباً

القرد             : الملك للأسف متعب ، لقد أعطيتُ
                      جلالته الدواء : وقد استغرق في
                      النوم ، سأعود جلالته يوم غد .
ولي العهد       : شكراً .
القرد             : " ينحني " طبتم مساء ، يا مولاي .
ولي العهد       : " يوميء برأسه " ....
الثعلب           : مع السلامة .
القرد             : " يتراجع قليلاً ، ثم يخرج " ....
ولي العهد       : يبدو أنّ أبي ..
الثعلب           : لقد احتطنا لأي طاريء ، يا مولاي .
ولي العهد       : هذا ما أريده .
الثعلب           : إنّ كلّ شيء على ما يرام .
ولي العهد       : يبقى شيء واحد .
الثعلب           : " متسائلاً " مولاي ؟
ولي العهد       : النبتة الجديدة .
الثعلب           : آه .
ولي العهد       : إنها شوكة في جنبي .
الثعلب           : سأكسر هذه الشوكة ، بطريقتي .. يا
                     مولاي .
ولي العهد       : تصرف ، لا أريد أثراً لهذه النبتة في
                     الغابة .
الثعلب           : أمر مولاي .

                              الثعلب ينحني أمام ولي
                            العهد ، ثم يخرج مسرعاً
        
                                        إظلام
  " 6 "

                                الثعلب والدب ، العرين
                                   يلوح في المؤخرة
         
الثعلب           : ليتك تعرف مكانتك عندنا .
الدب             : أعرف ، سيدي ، فقد استدعيت ، في
                      الفترة الأخيرة ، أكثر من مرة .
الثعلب           : إنني أخاف عليك ، لقد تغير الوضع .
الدب             : شكراً ، لكني لا أفعل ما يدعو إلى
                     الخوف .
الثعلب           : يبدو أنك لا تقدر خطورة موقفك .
الدب             : هذا عملي ، وأنا أمارسه في الغابة ،
                      منذ سنين طويلة .
الثعلب           : هناك من يرى ، أنك تخفي معلومات
                      عن الملك .
الدب             : ليس لديّ ما أخفيه عن أحد .
الثعلب           : وما يسمى .. النبتة الجديدة ؟
الدب             : يبدو أنّ لها فائدتها للغابة .
الثعلب           : الملك هو الغابة .
الدب             : " يصمت " ....
الثعلب           : إنّ ولي العهد ، وأنت تعرفه جيداً ، لن
                      يتهاون مع من قد يسيء ..
الدب             : لكني لم ..
الثعلب           : لم يتهمك أحد بشيء ، حتى الآن .
الدب             : لا داعي للتلويح ، أنت تريد شيئاً
                      محددا ً، قله بصراحة .
الثعلب           : إنني أعرفك حريصاً ، متعقلاً ،
                      لنتعاون .
الدب             : إنّ يديّ ممدودتان دائماً للخير .
الثعلب           : نحن نبحث عن حقيقة النبتة ، من جاء
                      ببذرتها ؟ من زرعها ؟ من يرعاها ؟
                      من يلتف حولها ؟ من ..
الدب             : عفواً ، هذه الأسئلة لن تجد إجاباتها
                      عندي .
الثعلب           : مهلاً ، يا أستاذ ، مهلاً ، فولي العهد لا
                      يوافقك على هذا الرأي .
الدب             : ما قلته هو الحقيقة .
الثعلب           : الحقيقة لا تتعارض مع الملك .
الدب             : " يصمت " ....
الثعلب           : أنصحك كصديق ، والفرصة ما زالت
                      أمامك ، أن تعيد النظر في موقفك .
الدب             : لا أستطيع أن أقول ما لا أعرفه .
الثعلب           : من جاء ببذرة هذه النبتة ؟ اللقلق أم
                     الحمامة أم السنجاب ؟ أم ..
الدب             : اسألوهم .
الثعلب           : هذا ما نفعله الآن .
الدب             : " يهم بالانصراف " عمت صباحاً .
الثعلب           : صدقني ، إنني أخاف عليك ، ولا أريد
                     أن يفرط بك .

                          الدب يمضي إلى الخارج ،
          الثعلب يبقى وحده

                                      إظلام

" 7 "

                            ولي العهد والثعلب
                            يقفان خارج العرين

الثعلب           : خيراً ، يا مولاي ، رأيت القرد يدخل
                      ثانية على الملك .
ولي العهد       : إنّ حالة أبي خطيرة .
الثعلب           : أرجو لجلالته الشفاء .
ولي العهد       : " يرمقه بنظرة حازمة " الوقت يمرّ ،
                      والشوكة لم تكسر بعد .
الثعلب           : ستكسر ، يا مولاي ، إنهم بين أيدينا .
ولي العهد       : لقد فرّت الحمامة .
الثعلب           : الحدأة تطاردها ، ولن تدعها ..
ولي العهد       : وأفلت اللقلق .
الثعلب           : لكن السنجاب ما زال في قبضتنا .
ولي العهد       : كان عليكم أن لا تدعوا اللقلق
                    اللعين يفلت ، دون أن يعترف بالحقيقة.
الثعلب           : لقد حاولنا جهدنا ، يا مولاي ، لكنه لم
                     يحتمل .. التحقيق .
ولي العهد       : حذار ، لا أريد للسنجاب أن يموت مثل
                     اللقلق ، قبل أن يعترف .
الثعلب           : أمر مولاي .
ولي العهد       : ضيقوا عليه " يرمق الثعلب " أريد أن
                      تكون له علاقة بالدب .
الثعلب           : مولاي !
ولي العهد       : لقد سمعتني .
الثعلب           : " ينحني " مولاي .


                             الثعلب يخرج ، ولي
                               العهد يبقى وحده 

                                      إظلام 

" 8 "

                             غرفة في السجن ،
                          الثعلب ، الذئب بالباب

الثعلب           : " للذئب " ناده .
الذئب            : أمرك ، سيدي " للسنجاب " أدخل .
السنجاب        : " يدخل قلقاً " ....
الثعلب           : أرجو أن تكون مرتاحاً .
السنجاب        : إنني في السجن .
الثعلب           : هذا خيارك .
السنجاب        : مثلي لا يختار السجن .
الثعلب           : يمكنك أن تخرج الآن .
السنجاب        : ليت الأمر بيدي .
الثعلب           : قل الحقيقة ، واخرج .
السنجاب        : لقد قلتُ ما أعرفه .
الثعلب           : أريد الحقيقة .
السنجاب        : أقسم ..
الثعلب           : لا تقسم ، لن يفيدك القسم .
السنجاب        : " يصمت " ....
الثعلب           : لدينا معلومات تقول ، أنك خرجت ، قبل
                      أشهر ، من الغابة .
السنجاب        : نعم ، خرجت .
الثعلب           : والتقيت بسنجاب من الغابة العدوة .
 السنجاب       : إنه ابن عمي .
الثعلب           : لقد خرجت بدو إذن .
السنجاب        : لم أعرف ..
الثعلب           : بل تعرف ، وتعرف أنّ ابن عمك هذا ،
                      سنجاب خطر .
 السنجاب       : لا .. لا .
الثعلب           : لقد هرب والداه من الغابة ، وولد هو
                      في الغابة العدوة .
السنجاب        : إنه سنجاب مسالم ، يحب هذه الغابة ،
                      ويتمنى أن يعود إليها .
الثعلب           : نحن لا نريده .
السنجاب        : لكن ..
الثعلب           : كفى .
السنجاب        : المنفى جحيم ، حتى لو كان جنة .
الثعلب           : قل الحقيقة ، ولن ترى الجحيم .
السنجاب        : " يلوذ بالصمت " ....
الثعلب           : يقال أنك أتيت بشيء ما من الغابة
                      العدوة .
السنجاب        : عفواً ، لم آتِ بشيء .
الثعلب           : إنّ ابن عمك ورفاقه ، يزرعون في
                     السر ، نبتة غريبة .
السنجاب        : لا علم لي بذلك .
الثعلب           : لقد وجدت نبتة مماثلة ، في فسحة
                      ليست بعيدة عن بيتك .
السنجاب        : لا أعرف أيّ شيء عنها .
الثعلب           : لكن البعض يقول ، أنك أنت من أتى
                      ببذرتها من الغابة العدوة .
السنجاب        : كلا ، لم آت أنا بها .
الثعلب           : من يدري ، فالبعض الآخر يقول ، إنّ
                      الدب هو من أتى بها .
السنجاب        : ربما .
الثعلب           : ربما ؟
السنجاب        : " متردداً " من .. من يدري .
الثعلب           : لقد التقيت مراراً بالدب .
السنجاب        : كلا ، لم ألتق ِ به إلا مرة واحدة .
الثعلب           : يعني .. التقيت به .
السنجاب        : عرضاً ، قبل أشهر .
الثعلب           : ما علاقتك باللقلق ؟
السنجاب        : لا علاقة لي به .
الثعلب           : لقد رآه ، أكثر من واحد ، يجول حول
                     بيتك .
السنجاب        : إنه يصطاد الضفادع من المستنقع .
الثعلب           : فقط ؟
السنجاب        : هذا ما أعرفه .
الثعلب           : أنت في خطر ، ويهمتي أن لا تنتهي
                      مثلما انتهى اللقلق .
السنجاب        : إنني بريء .
الثعلب           : لعل الدب أضلك .
السنجاب        : لم يضلني أحد .
الثعلب           : إنه خطر .
السنجاب        : لا شأن لي به .
الثعلب           : لن ينقذك غير الاعتراف على الدب .
السنجاب        : لكن الدب ..
الثعلب           : هذا أملك الوحيد .

                      الثعلب والسنجاب ، يحدق
                          أحدهما في الآخر

                                   إظلام

  " 9 "

                           غرفة داخل السجن ،
                           السنجاب ، يدخل الذئب

الذئب            : أبشر " يغمز بعينه " زيارة .
السنجاب        : " ينظر إليه " ....
الذئب            : زائرة ، وأية زائرة .
السنجاب        : " يحاول النهوض " لابد أنها زوجتي.
الذئب            : أنت لا تكاد تقوى على الوقوف .
السنجاب        : " ينهض " إنني ما زلتُ بخير .       
الذئب            : لو كنت مكانك ، يا صديقي ، لاعترفت
                      بالحقيقة ، وارتحت .
السنجاب        : أرجوك ، أدع زوجتي .
الذئب            : أصدقني ، وسرك في بئر ، يا صاحبي ،
                      أنت من جاء بتلك البذرة .
السنجاب        : أدع زوجتي .
الذئب            : كن عاقلاً ، واعترف ، سيعرفون
                     الحقيقة منك، يا صاحبي ، حتى لو
                      اضطروا إلى قتلك مئة مرة .
السنجاب        : أرجوك ، إنّ زوجتي تنتظر .
الذئب            : لم أرَ سنجاباً حياً ، يا صاحبي ، في
                     عنادك ، حسن ، سأناديها .
السنجاب        : شكراً .
 الذئب           : " يتجه إلى الخارج " لكن فكر في ما
                     قلته ، فهذا أفضل لك ، يا صاحبي .

                            الذئب يخرج ، وسرعان ما
                          يعود بصحبة زوجة السنجاب

الذئب            : تفضلي .
الزوجة : " تفاجأ بحالة السنجاب " آه .
الذئب            : هذا ما تبقى من زوجك ، وقد لا ترين
                      منه شيئاً ، في المرة القادمة .
  السنجاب      : كفى ، أرجوك .
الذئب            : حاضر " يبتسم " إنّ زوجتك شابة ، و
                     ..
السنجاب        : من فضلك ، دعنا وحدنا .
الذئب            : حسن " يخرج مبتسماً " وقتاً ممتعاً ،
                      يا صاحبي .
الزوجة : جئتك بطعام .
السنجاب        : شكراً ، ضعيه هنا .
الزوجة : " تضعه على المائدة " ليتك تأكل
                     قليلا ً، إنه لذيذ  .
السنجاب        : لستُ جائعاً ، سآكل فيما بعد .
الزوجة : لقد أرسل الثعلب اليوم في طلبي ،
                      ووعدني أن يطلق سراحك .
السنجاب        : بشرط ..
الزوجة : قل لهم ما تعرفه .
السنجاب        : لكني لا أعرف شيئاً
الزوجة : ما شأننا والدب ؟
السنجاب        : لا شأن لنا به .
الزوجة : إذن قل ما يريدونه .
السنجاب        : ماذا ! مستحيل .
الزوجة : أنقذنا من هذا الجحيم .
الزوجة : دعه يثبت براءته بنفسه .
السنجاب        : لا ، لا يمكن ، لا أستطيع .
الزوجة " " بانفعال " يجب أن تستطيع " بنبرة
                      تهديد " وإلا ..
السنجاب        : " يطرق رأسه " ....
الزوجة : " تنهار " لم أعد أحتمل ، إنّ صغيرنا
                      مريض ، وقد يموت ، ماذا أفعل ؟
                      أخبرني ، ماذا أفعل ؟
 السنجاب       : " يبقى صامتاً " ....
الزوجة : " تنشج باكية " إنني وحيدة ، لا
                      أستطيع أن أفعل شيئاً ، إنّ الجميع قد
                      ابتعدوا عني " تجهش بالبكاء " ردّ
                      عليّ ، قل شيئاً ..
الذئب   : " يدخل " الزيارة انتهت .
الزوجة : " تتشبث بالسنجاب " إنهم يلحون
                     عليّ ، حتى أنفصل عنك ، إذا لم
                      تعترف ، ما عدتُ أحتمل ، ساعدني ،
                      لا تتركني أفعل ما لا أريده .
الذئب            : " يقترب من الزوجة " لن يرد عليك ،
    
               إنني أعرفه " يربت على كتفها " هيا .
الزوجة : " تمسح دموعها " الطعام فوق
                      المائدة " وهي تخرج " سآتي غداً .
الذئب            : " يحملق في السنجاب " أنت تحيرني،
                      يا صاحبي ، تحيرني .

                                السنجاب يشيح عنه
                               بوجهه ، الذئب يخرج
                                        إظلام

 " 10 "

                             الوقت ليلاً ، ولي
                        العهد ، الثعلب يهمس له

ولي العهد       : مات!
الثعلب           : دون أن يعترف .
ولي العهد       : الويل لهم .
الثعلب           : لقد بذلوا جهدهم ، يا مولاي .
ولي العهد       : لا خيار ، لم يعد أمامنا سوى الدب .
الثعلب           : لكن الدب ، يا مولاي ، ليس اللقلق أو
                     السنجاب أو ..
ولي العهد       : " غاضباً " كلا .
الثعلب           : لكن يا مولاي ..
ولي العهد       : أريد أن يعترف .
الثعلب           : مولاي ..
ولي العهد       : حقق معه بنفسك .
الثعلب           : " ينحني " أمر مولاي .
                          الثعلب يتراجع ، ثم
                       ينحني ، ويخرج مسرعاً                             
إظلام
  " 11 "

                         غرفة في السجن ،
                       الثعلب ، يدخل الذئب

الذئب            : سيدي ، الدب .
الثعلب           : دعه يدخل .
الذئب            : " للدب " تفضل .
الدب             : " يدخل " ....
الثعلب           : " للذئب " قف بالباب ، ولا تسمح
                      لأحد بالدخول .
الذئب            : أمرك ، سيدي " يخرج "
الثعلب           : تفضل بالجلوس ، إذا كنت قد تعبت .الدب             : لم أتعب بعد .
الثعلب           : وأرجو أن لا تتعب .
الدب             : إنني هنا منذ ثلاثة أيام .
الثعلب           : قد لا تبقى أكثر ، رغم ما قاله
                     السنجاب .
الدب             : لن يهنأ السنجاب في حياته ، إذا كنتم
                      قد أرغمتموه على الكذب .
الثعلب           : السنجاب مات .
الدب             : مات ! " يهز رأسه " يا للمسكين .
الثعلب           : إنّ موقفك صعب ، فالسنجاب لم يبرئك.
الدب             : الأمر سواء بالنسبة لكم .
الثعلب           : بالعكس ، أنت دب ، ونحن لا نحب أن
     
                نتعامل معك ، مثلما تعاملنا مع اللقلق
                      أو ..
الدب             : هذا امتياز ليس بدون ثمن .
الثعلب           : نريدك فقط أن تدين النبتة الجديدة ،
                      وتعلن أنها نبتة سامة .
الدب             : كلا .
الثعلب           : هذه فرصتك .
الدب             : كلا ، كلا .
الثعلب           : فكر ، فأنت عالم .
الدب             : لأني عالم ، فلن أكذب .
الثعلب           : قد تندم .
الدب             : لن أكذب .
الثعلب           : ستبقى في السجن ، ومن يدري ما قد
                      يحدث ، فولي العهد لا يتساهل فيما
                      يمكن أن يمس سلامة الغابة .
الدب             : " يصيح " أيها الذئب .
الثعلب           : مهلاً ، إنني أريد مصلحتك .
الدب             : " يصيح ثانية " أيها الذئب .
الثعلب           : أنت تنتحر .
الذئب            : " يدخل " نعم .
الدب             : " يتجه إلى الخارج " أعدني إلى
                       مكاني .

                               الذئب يقف حائراً،
                                 ثم يلحق بالدب
                                       إظلام

  " 12 "

                           غرفة داخل السجن
                           الدب ، يدخل الثعلب
      
الذئب            : عفواً ، أخشى أن  تكون مشغولاً .
الدب             : لا ، لا " يضع النبتة جانباً " لق
                      انتهيت ، تفضل .
 الذئب           : لديك زائرة .
الدب             : أهلاً بها .
الذئب            : إنّ زوارك يزدادون مع الأيام .
الدب             : فليمنعوا الزيارات .
الذئب            : إنني في خدمتك ، حتى لو فعلوا هذا .
الدب             : أشكرك .
الذئب            : إنها زوجة السنجاب .
الدب             : فلتتفضل .

                               الذئب يخرج ، ويعود
                              بصحبة زوجة السنجاب
الذئب            : تفضلي .
الزوجة : أشكرك .
الدب             : " يقترب منها " أهلاً بك .
الزوجة : " تصافحه " صباح الخير .
الدب             : صباح النور .
الزوجة          د: " متهللة " أرى .. أنك بخير .
الدب             : " يبتسم " خير ما يسمح به السجن .
الذئب            : عفواً ، قبل أن أخرج ، أرجو أن
                      تطمئنيني على الصغير .
الزوجة : إنه الآن أفضل ، شكراً .
الذئب            : إنني في الخدمة ، إذا احتجت إلى
                      شيء .
الزوجة : ألف شكر .
الذئب            : " يخرج " ....
الزوجة : يا لله ، من يصدق أنّ هذا هو الذئب ؟
الدب             : لقد تغير كثيراً .
الزوجة : ما دام التغير قد وصل حتى السجن ،
                      فالغابة بخير .
الدب             : وستبقى بخير .
الزوجة : بفضلك أنت .
الدب             : عفواً ، لست سوى عالم بسيط .
الزوجة : " تقدم دورقاً للدب " تفضل .
الدب             : عسل أيضاً ، هذا كثير .
الزوجة : لا ، هذا أقل ما يمكن أن نفعله من
                     أجلك " تتطلع إلى الدب " عزيزي .
الدب             : نعم .
الزوجة : آن لي أن أصارحك بشيء .
الدب             : تفضلي .

الزوجة : زرته قبل موته ، وقد غضب
                     مني ، لأني طلبت منه أن يخلص
                     نفسه " تجهش بالبكاء " حتى
       
             بالاعتراف عليك .
الدب             : لا تبكي .
الزوجة : لكنه رفض ، وقد مات دون أن يعترف.
الدب             : إنني أعرف السنجاب .
الزوجة : " تتطلع إليه : ....
الدب             : وأعرف أنك لست بأقل منه .
الزوجة : " متهللة " تذوق العسل .
الدب             : " يفتح الدورق ويتذوق العسل " آه
 
                    لذيذ ، سأرسل لزوجتي شيئاً منه .
الزوجة : لقد أرسلنا لها الكثير .
الدب             : أرسلتم !
الزوجة " تبتسم " نعم ، أرسلنا .
الدب             : أشكركم .
الزوجة : لقد اقتلعوا النبتة الجديدة .
الدب             : هذا متوقع منهم .
الزوجة : لكننا أنبتنا بدلاً منها ثلاث نبتات .
الدب             : أنبتوها بسرعة تامة ، وسيأتي يوم ،
                      سيعم خيرها الغابة كلها .
الزوجة : إنّ السنجاب لم يمت .
الدب             : ولن يموت .
الذئب            : " يدخل " الزيارة ..
الزوجة : " تبتسم للذئب " انتهت .
الذئب            : بل .. بدأت .
الزوجة : شكراً " تصافح الذئب " إلى اللقاء .
الدب             : إلى اللقاء .
الزوجة : تحياتي إلى الجميع " للذئب " إنه
                     أمانة .
 الذئب           : اطمئني ، إنني حارسه .
الزوجة : ألف شكر " تخرج مسرعة " .
الدب             : " يأكل من العسل " آه ما ألذ هذا
                      العسل " للذئب " تفضل .
 الذئب           : " يضحك " لكني حارسك .
الدب             : " يضحك " لنأكل معاً إذن .


                                الدب والذئب يأكلان
                                العسل من الدورق
                                          إظلام
                                          ستار