لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



السبت، 1 فبراير 2014

حور محب «أمير قوات الجيش» نص للأطفال بقلم: سماح أبوبكر عزت

 حور محب «أمير قوات الجيش»
سماح أبوبكر عزت 
«مرحباً بك يا من اسمك فى كل مكان.
إن بُعد صيتك جعل الرهبة فى قلوب الأعداء.
السلام عليك يا مليك مصر»..
هكذا هتف له شعب طيبة القديمة الذى أحبه ووجد فيه الرمز والحلم والأمل بغد أفضل.. إنه القائد العظيم حور محب..
كل نقش سكن معابد طيبة يهتف باسمه وسيرته ويحكى لنا حكاية طفل صغير من الأسرة الثامنة عشرة فى عهد المصريين القدماء، عشق وطنه وحلم أن يتحقق العدل على أرضه، ومرت الأعوام واستطاع بجده واجتهاده أن يخرج من صفوف الشعب ويرتقى سلم المجد فيصبح فرعوناً مرموقاً يحبه شعبه، ليقضى على الفوضى التى أوشكت أن تدمر وطنه، وُلد القائد العظيم حور محب فى عهد أمنحتب الثالث ما بين عامى «1411 ق. م» و«1375 ق. م»، فى زمن كانت فيه العسكرية هى سبيل الرقى والتقدم، فالتحق بها وتفوق فى فنونها وأساليبها، وفى عهد الملك أمنحتب الثالث ظل «حور محب» يعمل فى الجيش الذى كان مقره مدينة منف حتى وصل لوظيفة «مدير فرقة عسكرية»، فكان رجل الدولة الأول فى عهد إخناتون الذى ترك له تدبير أمر الجيش وأطلق عليه لقب «أمير قوات الجيش».
وتتضح عظمة شخصية القائد «حور محب» فى أعقاب رحيل الفرعون الصغير توت عنخ آمون؛ إذ كان «حور محب» حينها هو الرجل الأول فى الدولة بلا منازع، وكان الجيش لا يعرف قائداً غيره؛ فكان هو ولى العهد وكان كل هذا يؤهله أن يكون فرعون مصر، لكنه فضّل ترك المنصب لـ«آى» الذى يسبقه عمراً، وبعد فترة اعتلى عرش طيبة القائد العظيم «حور محب»، فلم تبهره أضواء الحكم، وبعد مراسم التتويج غادر طيبة لمدينته التى شهدت أيام طفولته وبحضنها مرت سنوات صباه وشبابه، لمدينة منف؛ ليشرف على تجهيز الجيوش ليعيد الأمن والسلام فى الداخل والخارج، ذهب القائد العظيم «حور محب» لجنوب الوادى على رأس جيشه ليحارب أعداء الوطن ويسترد كل ما كان لمصر من نفوذ وحقوق فى بلاد بونت، وهى الصومال، واحتفظت نقوش معبد الكرنك العظيم بأحداث معاركه وفتوحاته الحربية المظفرة.
وكانت أهم الحروب التى خاضها القائد العظيم «حور محب»، الحرب ضد الفساد والظلم اللذين تفشيا فى البلاد، فلم يكد يتولى الحكم حتى دعا كاتبه الخاص وأملى عليه مواد قانونية للعمل بمقتضاها، وأصدر تسعة قوانين تعاقب الموظفين المقصرين فى عملهم وتعطى للفقراء الحق فى حياة كريمة وتعلى من قيمة القانون والقضاء العادل النزيه، نظم الملك «حور محب» مرفق العدالة فأنشأ مجالس قضائية فى كل البلاد لتفصل فى الخصومات التى تحدث بين الناس، وليبطل الرشوة بين القضاة والمواطنين، منح القضاة مرتبات عالية، وكل القوانين التى رسمت لوحة الحياة الكريمة لكل فرد من أفراد شعب مصر العظيم، أمر القائد العظيم «حور محب» بنقشها على لوح حجرى بلغ طوله 16 قدما، وعرضه 10 أقدام نصبه أمام الصرح الذى شيده بمعبد الكرنك وكتب عليه: «هذه القوانين التى شرعتها لأول مرة فى التاريخ هى دستور للحق والخير والجمال هدفها رفاهية أهل مصر العظيمة وضمان العدل بين الناس؛ فالعدل هو أساس الملك». أحب الشعب حاكمه العظيم «حور محب» وخلّده؛ فهو القائد الذى سعى لنشر العدل وقضى على الظلم والرشوة، فعاش كل فرد من أفراد الشعب فى سعادة ورضا ينعم بالأمن والأمان، رحل «حور محب» بعد أن ترك مصر وهى موحدة بعد أن كانت ممزقة، تركها قوية ثرية بعد أن كانت فقيرة ضعيفة، تركها تؤمن بالعلم وهو الشراع الذى يقود سفينة البلاد لبر التقدم والازدهار والخلود على مر الزمان.

ليست هناك تعليقات: