لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الجمعة، 31 مايو 2013

"هدية الربيع" قصة للأطفال بقلم: سماح أبوبكر عزت

 هدية الربيع
سماح أبوبكر عزت

فى الغابة الكبيرة تعيش كل الحيوانات فى حب وسلام، وفى يوم من الأيام دعاهم الأسد الملك للاجتماع، وقال: اقترب فصل الشتاء على الانتهاء وبعده سيأتى أجمل فصل من فصول العام فما هو؟
قالت الزرافة: فصل الربيع.. وطارت العصفورة زقزوقة وغردت بأجمل الألحان فقال لها الأسد: تغريدك الجميل يا زقزوقة يشعرنا بالربيع.. الذى جمعتكم اليوم لنفكر كيف سنحتفل بقدومه؟ رفع الفيل زلومته وقال: لا بد أن يكون احتفالنا به تعبيراً عن حبنا له، قالت الزرافة بحماس: يزرع كل منا الزهرة التى يحبها، وافقت كل الحيوانات.
قال الأسد للزرافة: فكرة جميلة وصاحب أجمل زهرة سيفوز بتاج الربيع، ولكن ما الزهرة التى سيزرعها كل منكم؟
قالت الزرافة: أنا أحب الورد البلدى، رائحته جميلة، وألوانه كثيرة. قال الفيل: أنا أحب الفل، رائحته عطرة، وشكله جميل، قفز القرد قائلاً: اسمه يشبه اسمك يا فيل والفرق بينهما حرف واحد هو الياء، ضحك الجميع، وقال الأسد للقرد: وأنت يا قردون أى زهرة ستزرعها؟ رد القرد: زهرة القرنفل، ألوانها الجميلة، ورائحتها أجمل، أما العصفورة زقزوقة فقالت: أنا أحب زهرة جميلة نادرة اسمها الأول هو نفس اسمى، زهرة عصفور الجنة.
وسمع الكل صوت النحلة تقول: وأنا سأمتص رحيق كل تلك الأزهار الجميلة لأقدم لكل أصدقائى فى عيد الربيع أشهى وأجمل عسل.. من دون دعوة جاء الثعلب للاجتماع وقال بثقة للأسد الملك: جئت للاحتفال معكم، وسأزرع أجمل وأندر الزهور، تعجب الأسد وسأل الثعلب: أى نوع من الزهور ستزرعها؟ رد الثعلب بثقة وقال: زهورى ستكون مفاجأة للجميع، وأشار لرأسه قائلاً فى تحدٍ: تاج الربيع سيكون مكانه هنا، مرت الأيام وكل الحيوانات تعمل بنشاط، الزرافة تقلب الأرض وتضع لها السماد لتزرع شجرات الورد، والفيل يعتنى بشجر الفل، والقرد يسقى زهور القرنفل.
بدأت الزهور تنمو وتتفتح، وفى يوم من الأيام استيقظت الغابة على صوت بكاء الزرافة والقرد والعصفورة والفيل، بعدما اكتشف كل منهم اختفاء زهوره التى زرعها واعتنى بها، لكن الأسد قال لهم إن البكاء لا يفيد، وعليهم العناية بالشجر لتنمو الزهور من جديد.
جاء يوم الاحتفال، ذهب الأسد للزرافة التى قدمت له باقة من الورد البلدى بألوانه الجميلة، ثم ذهب إلى عش العصفورة التى أهدته زهرة عصفور الجنة بلونها البرتقالى والبنفسجى الجميل، وضعها الأسد وسط باقة الورد البلدى فزادتها جمالاً.. وقدم الفيل مجموعة من الفل الأبيض الجميل انتشرت رائحته العطرة لتملأ المكان بجانب الورد البلدى وعصفور الجنة، قال الملك: باقة الزهور تنقصها زهرة جميلة الشكل والرائحة.. قفز القرد قائلاً بفرحة وهو يقدم زهور القرنفل البيضاء والحمراء: الآن اكتملت باقة الزهور الجميلة.. جاء الثعلب ودعا الملك وكل الحيوانات والطيور لمشاهدة زهوره النادرة.. ذهب الجميع وهناك وقف الأسد مندهشاً أمام الورد البلدى وقال: ورد بلدى لونه أزرق!
قال الفيل: وهذا الفل لون البنفسج! أما القرد فقال فى حيرة للثعلب: كيف زرعت هذا القرنفل الأخضر؟
رد الثعلب فى غرور: قلت لكم إن تاج الربيع سيكون من نصيبى أنا.. وفجأة سقط المطر وحدث شىء غريب، بدأت الألوان تتساقط من على أوراق الزهور لتظهر ألوانها الحقيقية، ارتبك الثعلب وهرب..
قال الأسد: سرق الثعلب زهوركم ولونها بالألوان ليخدعنا بأنها زهور نادرة ولكن الغش دائماً عمره قصير..
ضحك القرد وتساءل: من سيفوز بتاج الربيع؟ وقال الفيل: وأين التاج؟ أما الزرافة فتساءلت: وهل التاج سيكون من الذهب أم من الفضة؟ ابتسم الأسد وقال: التاج مصنوع من شىء أثمن من الذهب والفضة، شىء يشعر ويحس، ورفع باقة الزهور قائلاً فى سعادة: ها هو تاج الربيع، كل زهرة فيه زرعها أحدكم واعتنى بها، لذلك فالتاج ملك لكم كلكم.
فرح الجميع، احتضنت الزرافة القرد، وقفزت العصفورة على زلومة الفيل الذى رقص فى سعادة.