لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



السبت، 30 يونيو 2012

"لولو تساعدُ عمو المُسَحِّر" قصة للأطفال بقلم: د.إيمان بقاعي

لولو تساعدُ عمو المُسَحِّر
  د. إيمان بقاعي

 في شهرِ رمضانَ الماضي، وكانَ الجوُّ حارًّا في اللَّيلِ كما في النَّهارِ، تقلَّبَتْ لولو قُبَيْلَ أذانِ الفَجْرِ في سريرِها الصَّغيرِ في بيتِ جدِّها، وجسمُها لزِجٌ مثلَ جسمِ ضفدعةٍ. فتحَت عينيْها السَّوداوينِ الصَّغيرتينِ المُستديرتينِ، فلم تَرَ ماما. 
 وكيفَ تراها والمِصباحُ مُطْفَأٌ؟
 لكن لولو لا تفْهَمُ ماذا يعني المِصْباحُ، وماذا تعني الكَهرَباءُ، ولا تفهمُ أَصْلاً ماذا يعني اللَّيلُ ولا النَّهارُ، فعُمُرُها فقطْ: شهرانِ!!!
 لذا، صرَخَتْ بأعلى صوتِها: 
 ـ واعْ... 
فنَهَضَتْ ماما بسرعةٍ وهي تبحثُ عن مَشَّايَتِها وتبحثُ ـ في الوقتِ نفسِهِ ـ عن زرِّ الكَهْرَباءِ. 
وقبْلَ أن تجِدَ ماما زرَّ الكهرباءِ، صدَمَتْ رأسَها بالحائطِ: 
 ـ دِجْ... 
فَصَرخَتْ:
 ـ أَيْ يْ يْ يْ... 
وصَرَخَتْ لولو من جديدٍ وبصوتٍ أعلى من صوتِ ماما:
 ـ وااااااااااعْ. 
وانفتحَ فمُها الصَّغيرُ على وسعِهِ فبَدا مثْلَ مغارةِ علي بابا والأربعينَ حرامي: أكبرَ من وجهِها. 
 خالتُها ديدو فرَكَتْ عينيْها وهي تركُضُ إِلى المطبخِ حافيةً:
 ـ أينَ قنينةَ الحليب؟
 وركضَتْ تيتا نحو لولو وحملَتْها. 
ورَغْمَ أنها راحَتْ تغني لها:
 "تك تك يا امْ سليمانْ"، إِلا أن لولو تابعَتْ بصوتٍ أعلى من صوتِ تيتا:
 ـ واعْ واعْ واعْ. 
هُنا، ما كانَ من خالو مصطفى إِلاَّ أن حمَلَ فرشةَ سريرِه، وَ.... وِزْزْزْ.... هرَبَ إلى أَبْعَدِ شُرْفةٍ في البيتِ، وأغلقَ بابَ الصَّالون وبابَ الشُّرفةِ ورفعَ صوتَ الرَّاديو، ولكنْ... كان صوتُ لولو أَعْلى وأَعْلى:
 ـ واعْ واعْ واعْ... 
 وما هيَ إِلاَّ دقائقُ، حتى كانَتْ كلُّ مطابخ الحيِّ مُضاءةً، وانتشرَتْ روائحُ طَعامِ السُّحورِ الشَّهيُّ. 
دُهِشَ عمو المُسَحِّرُ وهو يرى كلَّ البيوتِ مُضاءةً في الحيِّ الذي تقيم لولو فيه، فتابعَ طريقَهُ إلى حيٍّ آخَرَ وهو يضرِبُ على طبْلِه مناديًا بصوتِهِ العالي:
 ـ يا نايمْ وحِّدْ الدّايمْ.... 
وعندَ الصَّباحِ، وبعدَ أن عَرَفَ عمو المُسَحِّر سِرَّ يقظَةِ أهل الحيِّ الذي تزورُه لولو، أَرْسلَ علبةَ بسكوتٍ وعلبةَ راحة نقوطًا للصغيرةِ، ومعَهما بطاقةٌ كتَبَ فيها:
 ـ شكرًا لولو... لن أنسى أنَّكِ ساعدِتني اللَّيلةَ الماضيةَ.

الجمعة، 29 يونيو 2012

"أصدقاء القمر " قصة للأطفال بقلم: صبـــاح ديبي


أصدقاء القمر
صبـــاح ديبي 
رسوم: أحمـد البغلي

تأمل راضي السماء ليلقي التحية على القمر، فهو يحبه كثيرًا ودائمًا يقول إن وجهه مستدير كرغيف الخبز، مضيء كالمصباح، يظهر بشكل منحن كالموزة، وأحيانًا أخرى أكبر بقليل، فالقمر صديقه ويحبه جدًا، لكنه لم يجده.


حزن راضي وأسرع بإخبار أمه: ماما، ماما، القمر غائب، ربما كان مريضًا، مثلي حين غبت عن المدرسة، اتصلي بالطبيب ليعطيه الدواء ويعود إلينا بسرعة.

ابتسمت الأم وأخبرته بأن الطبيب لا يمكنه الوصول إلى القمر.

عاد راضي إلى غرفته، قرر أن يساعد القمر، فكر كثيرًا، اتصل بأصدقائه، جاءوا وجلسوا في غرفته ليساعدوه، قال أحدهم: دعنا نطلب من نجّومة أن تزوره، وتطمئننا.

فرحوا بالفكرة، ووقفوا عند النافذة ونادوا نجّومة، لكنها لم تجب، المسافة كانت بعيدة، فلم تسمعهم، فقرروا أن يجدوا طريقة بديلة.

أخيرًا قرروا كتابة رسالة ليرسلوها لنجّومة، أحضر راضي طائرته الورقية، وكتب الأصدقاء رسالة، قالوا فيها: «عزيزتي نجّومة، صديقنا القمر مريض وهو غائب هذا المساء، أرجو أن تزوريه وتعطيه الدواء كي يتعافى ويعود إلينا بسرعة، فنحن نحبه، راضي والأصدقاء».

ألصقوا الرسالة فوق الجناح، وأطلقوا الطائرة، فحلقت بعيدًا حتى اختفت.

جلس الجميع قرب النافذة، وكان النعاس يغالبهم، وفجأة ظهرت نجمة تلمع بقوة.

نهضوا واقتربوا منها، عرفوا أنها نجّومة، حين دنت منهم.

قالت لهم: أشكركم يا أصدقائي، لأنكم قلقتم على القمر،فهو يعمل جاهدًا في كل مساء، وقد شعر بالتعب، لذا سيأخذ في كل شهر ثلاثة أيام إجازة ليرتاح.

فرح الأصدقاء بما قالته نجومة، وقالوا: ليتنا نستطيع زيارته.

ابتسمت نجومة وقالت: سآخذكم إليه، فأخرجت عصاها السحرية، ونثرت الغبار اللامع، فاستطاع الأطفال الطيران، وتبعوها إلى منزل القمر، وعندما وصلوا، فتح القمر الباب، ليجد أصدقاءه قد جاءوا لزيارته، فرح بهم وقدم لهم الطعام والحلوى، وجلس يخبرهم حكايات جميلة وقصصًا مثيرة، شعر الجميع بالسعادة، لكن الوقت تأخر، فودع الأصدقاء القمر، وتمنوا له ليلة سعيدة، وقال لهم: لن أنسى لطفكم يا أحبائي، ولن أغيب عنكم طويلاً، فأنتم أصدقائي، أصدقاء القمر.

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

"مدينة الأصابع " قصة للأطفال بقلم : لطيفة بطي

مدينة الأصابع
لطيفة بطي
في الزَّمانِ القَديمِ القَديمِ القَديمِ، وفي المدينةِ اليُسرى، كانت تعيشُ خَمسة أَصابعَ:

          إِبهامُ السَّمينُ القَصيرُ

          سَبَّابةُ ذو الرَّأْسِ الصَّغيرِ

          وُسْطى الطَّويلُ

          بِنْصِرٌ الجَميلُ

          خِنْصِرٌ الصَّغيرُ النّحيلُ

          كانَ كلُّ إصْبَعٍ يَسْأَلُ نَفسَهُ: نحنُ نَعيشُ في مدينةٍ واحدةٍ، لكنْ لماذا نحنُ مُخْتَلِفون؟! لماذا نحنُ غيرُ مُتشابِهين؟!

          إِبهامُ السَّمينُ يُفَكِّرُ: يا ليتني كُنْتُ طويلاً مِثْلَ وسطى، أو كانَتْ كُلُّ الأَصابعِ سمينةً وقصيرةً مِثلي!

          وسَبَّابةُ يُفَكِّرُ: أَنا أُشْبِهُ بِنْصِرٌ، لكنْ لو كانَ لي رَأْسٌ ِمثلَ رأْسِهِ الجميلِ!

          وكانَ وُسطى يُفكِّرُ: أَنا الوحيدُ الطَّويلُ، لا أُشبِهُهم ولا يشبهونني هؤلاءِ القِصارِ!.

          وكان بِنْصِرٌ يُفَكِّرُ: أَنا الأَجملُ، لكنَّ أَشْكالَهُم تُسيءُ إلى جَمالِي. أوفْ فْ فْ... ليتَني أَستطيعُ الرَّحيلَ عَنْهم!

          أَمّا خِنْصِرُ الصَّغيرُ النَّحيلُ فكانَ يُفَكِّرُ: يا إلهي! أَنا أَشْعُرُ بالخَجلِ. لَسْتُ طويلاً، لَسْتُ سَمينًا، في الصَّفِّ الأَخيرِ ولا أَحدَ يراني. أنا صَغيرٌ، صَغيرٌ، صَغيرٌ!

          كُلّمَا فَكَّرَتِ الأَصابعُ بِنفْسِها واختلافِ أَشْكالِها شَعَرَتْ بالحُزْنِ، والغضبِ.. وابْتعِدَتْ عَنْ بَعْضِها بَعْضْاً.

          لم يكونوا يتَحدَّثونَ ولا يَلْعَبونَ ولا حتَّى يبتَسِمونَ معًا ويظلُّونَ يتَساءلونَ:

          لماذا نَحْنُ مُختلفونَ؟!

          لماذا لا نَتَشابَهُ؟!

          ويُفَكِّرونَ:

          نُصبِحُ كلُّنا طوالاً..

          أَوْ قصارًا..

          أَوْ سِمانًا..

          أَوْ.. أَوْ..

          وفي أحدِ الأيّامِ، سقطَتْ قُربَ الأَصابِعِ كُرَةٌ لامعةٌ مضيئةٌ مُلَوَّنةٌ بألوانِ الطَّيفِ. فَرِحَتِ الأَصابعُ عندما رأَتِ الكُرَةَ، وحاولَ كلُّ إِصْبَعٍ جَذْبَها لنَفْسِهِ، لكنْ لم يَنْجَحْ أَحَدٌ منهم. تَدَحْرجَتِ الكُرَةُ مُبتَعِدَةً، ومِنْ دونِ تفكيرٍ أَسْرعَتِ الأَصابعُ معًا لالْتِقاطِها وكانَتْ تلك أوَّلَ مرَّةٍ...

          يَعْملونَ

          يَتَساعدونَ

          مثلَ أصدقاءٍ

          مثلَ إِخْوةٍ

          معًا..

          - مرحبًا. هذه كُرَتُنا، فهل يمكنُ أَنْ تُعيدوها لنا؟

          نَظَرَتِ الأَصابعُ إِلى مصدرِ الصَّوتِ، وكانَتْ أَصابعُ أُخرى تُشْبِهُها..

          أَنا: إِبْهامُ السَّمينُ القَصيرُ.

          أَنا: سَبَّابَةُ ذو الرَّأْسِ الصَّغيرِ.

          أَنا: وُسْطى الطَّويلُ.

          أَنا: بِنْصِرٌ الجميلُ.

          أنا: خِنْصِرٌ الصَّغيرُ النَّحيلُ.

          وقالوا معًا: نحنُ أَصابِعُ المدينةِ اليُمنى كنَّا نلعبُ معًا، لكِنَّ كُرَتَنا سقَطَتْ في مدينَتِكُم.

          سأَلَتْ أَصابِعُ المدينةِ اليُسرى مُتَعَجِّبةً: تلعبون معًا وأَنتم لا تتشابهون، وأنتم مختلفون؟!

          ضَحِكَتْ أَصابعُ المدينةِ اليُمنى وردَّتْ:

          نحنُ مُخْتلفون..

          نحنُ مُتساعدون..

          قالَ إِبهامُ: لو كُنَّا كلُّنا قصارًا لم نَسْتطِْع مَسْكَ الأَشياءِ الكبيرةِ..

          وقالَ وُسطى: لو كُنَّا كلُّنا طِوالاً لمَا شَعَرْنا بالرَّاحةِ ونحنُ نعمَلُ..

          وقالَ بِنْصِرٌ: لو لم يكن صديقي خِنْصِرٌ صغيرًا لَتَسَرَّبتِ الأشياءُ النَّاعمةُ والصَّغيرةُ مِنْ مديَنتِنا..

          وقالَ سَبَّابةُ: ما فائدةُ الأَصابعِ مِنْ دونِ صديقِنا السَّمينِ القصيرِ إِبهام؟

          نحن لا نستطيعُ الإِمْساكَ بشَيءٍ واحدٍ مِنْ دونِ مُساعَدَتِهِ.

          شَعَرَت أَصابعُ المدينةِ اليسرى بالخَجَلِ، فهُم منذُ زمنٍ بعيدٍ

          لم يبتسموا

          لم يلْعَبوا

          لم يتحدَّثوا

          معًا..

          سألَتْ أصابعُ المدينةِ اليُمنى: هل تريدون اللَّعِبَ بالكُرةِ معَنا؟

          أَجابَتْ أَصابعُ المدينةِ اليُسرى معًا: نعمْ.

          وراحوا يلعبونَ ويمرحونَ ويضحكونَ.

الاثنين، 25 يونيو 2012

"زائرة الصباح " قصة للأطفال بقلم ورسوم: صبــــــاح ديــــبي

زائرة الصباح ...
 صبــــــاح ديــــبي 

طرَقَتْ نافِذتي بِرفقٍ، طَلبتُ منها الدّخول، لمــحَت ألوَاني المُبعْثَرةِ، قَالت لي: ارسِميني
 قُلتُ لها: لا أَعرفُ الرّسم
 قالتْ لي: ارسُميني بِقلبكِ، لوّنيني بحُلمك، علّقيني على جَبينِك .. طوقاً من فَرحٍ، واجعَلي بَسمتي كبيرةً، تَغْمرُ كل طفلٍ. 
 قلتُ لها: اجلسي إذاً، وابتسمي يا شَمسُ..

الأحد، 24 يونيو 2012

"قلـــــــــــــــب أمي" قصة للأطفال بقلم: عـــــــــزة أنور

قلـــــــــــــــب أمي
 عـــــــــزة أنور
 ذات مساء جلس أبى وأمي معنا بعد العشاء، أحضر أخى الأكبر لوحته الجميلة فسعدا بها، أما أخى الأصغر فقد أخذ يحبو هنا وهناك ، وينطق أسمائنا بطريقة مضحكة ، فأخذته أمى بسعادة وضمته إلى صدرها ، أما أنا فقد جلست صامتًا أراقب ما يحدث ، ورغم أني شيدت من المكعبات بيتًا له حديقة ، واشتريت كثيرا من الطلبات لأمى .. إلا أننى وجدت نفسي انسحب إلى غرفتى بهدوء ، وأتمدد فى فراشى .
 كنت حائرا فى قلب أمى هل تحبني حقا أم لا..؟ أغمضت عينى وأخذت أفكر ، ماذا لوتسنح لى الفرصة لكى أدخل قلب أمى ، وأرى الذين تحبهم .. وهل أنا واحد منهم أم لا ؟ 
وفجأة حدث شىء غريب ، لقد وجدت نفسى فعلاً وجها لوجه أمام قلبها.. هاهو بلونه الأحمر.. ومثل قبضة اليد تماما كما عرفت وقرأت..تتعالى منه دقات متتابعة : تم..تم .. لم يبق أذاً سوى أن أبحث عن الباب ، قلت لنفسي كل الأماكن لها أبواب ولكن أين الباب لقلب أمى ؟ 
أخذت أبحث وأبحث لكني لم أجد باباً أستطيع أن أطرق فوقه بيدى ..وتحيرت فكيف أستطيع الدخول ؟ 
قلت لنفسى حسنًا علي الأقل يمكننى أن ألمسه ، ولكننى ما كدت أقترب منه وأشعر بدفئه.. حتى وجدت باباً سحرياً يفتح لى ، وأنزلق منه إلي غُرَف لاحصر لها ، غرف كثيرة لها ملمس ناعم مثل القطيفة ورائحة الورد ، غرفة مزينة بزهوروأشجار رائعة ، أتجول داخلها مندهشًا لما أرى ، وجدت فى أحدى الغرف إخوتى وأبى ، أنا فى المنتصف وأبى يحوطنا بذراعيه ، وشجرة خضراء تظلل بفروعها علينا ، أما الغرفة التالية كانت تجمع كل أفراد العائلة فيها..أرى منهم فى لمحة خاطفة جدى وجدتى وخالاتى وعماتى وأولادهم ، كان يتحدثون ويضحكون ، وكأنهم لايرروننى ، فأيقنت أننى الآن.. مثل طيف ، أرى الجميع ولا أحد يرانى.. ، أما الغرف الأخرى فقد وجدت فيها جيراننا وأولادهم ؟
 لن أنسى أن أمى هى أول من أنقذ طفل الجيران عندما سقط من فوق السلم وقامت بتضميد جرحه .
 كما رأيت فى قلب أمى فقراء الحى وهم يدعون لها ولأبى فهما لا ينسيانهم فى زكاتهما أبدًا ، كما رأيت بعضًا من أهل الحى المرضى يدعون بالصحة والعافية لهما. كان قلب أمي مزدحمًا ، وعامرًا بعدد لاحصر له من الناس، بعضهم أعرفه وبعضهم لا أعرفه ، المفاجأة الأغرب أننى فى رحلتي داخل قلب أمى ، وجدت أيضًا طيورًا ترفرف...فهاهى العصافير.. كانت أمى تلقى لها بالحب على شرفة نافذتنا ، وهاهى حيوانات كانت تعاملها أمى بكل رفق .. أرى منها خروف عيدنا ..وقطة جيراننا . مازالت هناك غرف كثيرة لم أدخلها بعد ، لكنى لم أعد حائرًا وقلقًا من محبة أمى لى ، ولذا أخذت أبحث عن باب أخرج منه ، لكى أعود لغرفتى فلابد أنها قلقة على الآن ..ولكن يا لدهشتى..لم أجد بابًا أستطيع الخروج منه ، وفجأة وجدت الجميع يقفون ويبتسمون لى كأنهم صاروا يروننى حقيقة ، وقالوا فى صوت واحد : 
لن تستطيع الخروج أبدًا..
 لم يضايقنى الأمر بل كنت سعيدًا بذلك ، ولكن النوم يداعب أجفانى ، وفى مكان من القلب ، وضعت رأسى وأغمضت عيني مطمئنًا ، لكن حركة اليد وهى تضع الفراش فوقى ، جعلتنى أفتح عينى ببطء ، لأجد أمى تغطينى وتدفئنى ، وتطبع قبلة حانية على جبينى ، وصرت من بعدها لا اسأل نفسى ..أين مكانى فى قلب أمي ؟
 فقد أدركت يومها أن أمى ستظل مثل الشمس ... تدفئ الجميع بحبها دومًا .

السبت، 23 يونيو 2012

"الفيل يطير! " قصة للأطفال بقلم: جبير المليحان


الفيل يطير!

جبير المليحان

في زمن بعيد ، كان الفيل على شكل طائر كبير ، له جناحان داكنان طويلان ، و منقار أصفر أطول من متر .. و كان صوته يشبه الزعيق المزعج .. و فعلاً فقد كان طائراً شرساً ، يهجم على أعشاش الطيور ، و يحطمها بمنقاره القاسي كالعظام .. و يلتهم كل الأطعمة التي تقع عليها عيناه..كانت الطيور والحيوانات الصغيرة تخشى الطائر الفيل ، و تكره تصرفاته السيئة .. حتى جاء يوم شاهدت الكائنات هذا الطائر الخرافي ينقض من السماء بسرعة مذهلة ، و يختفي وسط ظلام أغصان شجرة السدر الضخمة .. ثم يعلو زعيقه .. و يستمر .تراكضت الكائنات و تحلقت حول جذع السدرة محدقة في الطائر الجشع .. و يا لهول ما رأت : الطائر الطماع ، وقد دخل منقاره الطويل حتى نهاية الرأس بين غصنين متينين ، و انحبس .. أما باقي جسمه فقد تدلى مثل كيس طويل ، و قد ضحكت الحيوانات و الطيور الصغيرة على بطنه الضخم المتدل .

كان هذا الوحش قد شاهد ـ و هو في الجو ـ بعض الأعشاش التي ملأتها أمهات الطيور الصغيرة بالغذاء ، فأسرع إليها ، هاوياً من السماء حتى نشب في ورطته في الشجرة ..

و الآن ماذا تفعل هذه الكائنات المتجمعة حوله ؟ بعضها مضى إلى سبيله ، و آخرون هزوا رؤوسهم مرددين بعض الحكم ، و جمهور منهم بقي للفرجة والسخرية بعض الوقت ، ثم تفرقوا .. لكن الطائر الفيل المعلق ظل يزعق ، و قد انفتح منقاره على الآخر .. و كانت الطيور المسافرة التي تمر من طريق شجرة السدر تلك ، تقترب منه ، و تضع الطعام في فمه الواسع ، ظانة أنه يزعق من الجوع .. و مع كثرة ما يوضع في فمه من أكل فقد كف عن الزعيق ، و أخذ يلتهم كل ما يوضع في فمه ، و يرسله إلى بطنه بسرعة .. و أخذ البطن يكبر ويتسع و يثقل حتى اقترب من الأرض ، ضاغطاً الجناحين ، و شاداً على رأس الطائر و منقاره .. الجناحان انضغطا حتى صارا طويلين كورقتين عظيمتين .. والمنقار بدأ يلين هو الآخر متحولاً إلى خرطوم طويل .. وهكذا ، و فيما الكائنات تمشي في طريق شجرة السدر سقط الجسم الضخم في الأرض .. و تجمعت الكائنات حوله مرددة باستغراب سؤالها الذي تحول إلى اسم دائم :
ما هذا الفيل؟
نهض الفيل الثقيل بصعوبة ، و مشى في الطريق إلى الغابة .. و عيناه الصغيرتان تدمعان : حيث لن يطير مرة أخرى  !!

الجمعة، 22 يونيو 2012

"حـُـلُمْ " قصيدة للأطفال بقلم: سلافة حجاوي


حـُـلُمْ
سلافة حجاوي
   
َحلُمْتُ أَنَني أَفَقْتُ في صَباحْ
فَلَمْ أَجِدْ عَلى طَريقِ قَريَتي
حَواجِزاً ولا جِدارْ
يَقْطَعُ نِصْفَ مَنْزِلي
يَعْزِلُني عَن غُرْفَتي
يَتْرُكُني كَريشَةٍ في لُجَّةِ الرِياحْ

وَلَمْ أَجِدْ في قَرْيَتي جُنودْ
يُفَتِّشونْ
وَيَقْتُلونْ
أَوْ يَأخُذونَ إِخوَتي إِلى السُجونْ

وَعِنْدَ قَبْرِ والِدي
تَوقّفتْ فَرَسْ
شَهْباءُ مُزْدانَهْ
بِلُؤلُؤٍ ومَرْجانْ
رَكِبْتُها
فانْطَلَقَتْ
إِلى السُهولِ والتِلالْ
رَأيتُ في أَرْجائِها
مَدائِناً تَفوحُ في سَمائِها
رائحةُ الزَعْتَرِ والنَعناعْ
وَالتينُ في حُقولِها
يَلهوُ مع الرُمّانْ

وَالناسُ يَضَحَكونْ
كَأَنَهُمْ لمْ يَعْرِفوا الأَحْزانْ
في أيِّ يومٍ كانْ

وَكانتِ الطُيورْ
تُلْقي التَحِيّةْ
وَهْيَ تَطيرُ في السَماءْ

وَلَمْ أَزَلْ أَحْلُمُ حُلْمي
في كُلِّ لَيْلَةْ !


ثقافة الأطفال في مصر هل تتقدم أم تتراجع ؟ بقلم: عبدالتواب يوسف


ثقافة الأطفال في مصر هل تتقدم أم تتراجع ؟

ورقة قدمت للحلقة البحثية حول

الثورة وحقوق المواطنة للطفل المصري
عبد التواب يوسف
بدأ الاهتمام بما نسميه (ثقافة الأطفال )في بلادنا عام 1968 ، والعبارة لم ترد في كتاب د. طه حسين (مستقبل الثقافة في مصر ، وربما يكون أول من اشار إليها هو سلامة موسى ، واسماها (ثقافة الصبيان ) ، وقد تبنتها وزارة الثقافة بمكتب استشاري للوزير الدكتور ثروت عكاشة ، وواكب ذلك مساهمة المجتمع المدني بإنشاء جمعية ثقافة الأطفال .. وأنشئت لجنة ثقافة الأطفال بالمجلس الأعلى للثقافة ـ كان أيامها للفنون والآداب .. وتحول المكتب ليتبع الثقافة الجماهيرية وازدهر الاهتمام بالطفولة بإنشاء المجلس القومي للطفولة والأمومة ، وان سبق المجلس العربي للطفولة والتنمية ، وكلاهما لم يكتف بالثقافة ، لكن تجاوزها إلى الصحة والتعليم وقضايا الاجتماع وحقوق الطفل ، وبدأ تقنين ذلك بسن قوانين تنظمه وتستهدف صالح الطفل بمعالجة السلبيات وتنمية الايجابيات ، وكان للمركز القومي للطفولة والتنمية ، وجمعية الرعاية المتكاملة ـ باعتبارهما من المجتمع المدني ـ ساعدت هذا الاتجاه .. وقع مؤتمر المثقفين الذي نراه منعطف طريق ، ومحاولة جادة لتعديل مساراتنا وسياساتنا لابد لنا وان نتوقف عند (ثقافة الأطفال ) .. وقد تضخمت أجهزتها وإداراتها وهيئاتها ومؤسساتها حكومية ، ومدنية ، وأصبح من الضروري أن نمعن النظر في القضية برمتها ..
وفي المؤتمر الأول لثقافة الأطفال الذي عقد في مارس عام 1970 ركز المؤتمر على أجهزة الأعلام وأدوات الثقافة ووسائلها ،وتوقف عند الإذاعة والتليفزيون وصحافة الأطفال ومجلاتهم كإعلام ، وعند الكتب والمسرح والسينما ، وظل أدب الأطفال هو الهم الأكبر ، خاصة وأن هناك اعتمادا كبيرا عليه في كافة الأجهزة والهيئات ، إعلامية أو ثقافية .. وقد شارك في هذا المؤتمر أساتذة علم النفس ، والتربية والاجتماع وكانت بداية موفقة ، إذ راحت هذه الهيئات تقيم ندوات وحلقات دراسية تستهدف النهوض بكافة هذه المجالات ، وان هيئة الكتاب مدعومة بكل ما يتصل بكتاب الطفل وبات من الضروري أن نحاول الإجابة على سؤال هام : 
ـ هل (ثقافة الأطفال ) واتجاهها الشمولي عاد على الأطفال بالخير ؟
وهل استطاعت هذه الأجهزة و الهيئات أن تتعاون بشكل عملي للرقي  بها  ؟
هل اندمجت معها وصارت لها فلسفة واحدة تجمعها ؟ 
الإجابة على هذا السؤال تحدد مسار المستقبل .. ولسنا بذلك ندعو إلي نفض أيدينا من هذا الاتجاه والعودة إلي ما كان قبلها ، وهو مازال ساريا في أوربا الغربية وأمريكا : أدب الأطفال جزء لا تتجزأ من الأدب عامة ، وهكذا الموسيقي ، والمسرح ، والفنون التشكيلية ، والشعبية وما إلى ذلك ..
 فيما نري لم تندمج كل هذه القطاعات بشكل كاف ، ولم تتعاون بشكل مؤثر تحت مصطلح (ثقافة الأطفال ) ولابد من تضافرها بشكل أكبر .. لتكون ذات اثر اكبر وأعمق ..بل لا نظنها تواكب الثقافة العامة ،ومازال حظها ونصيبها ومتواضعا ، ولتؤكد ذلك : لدينا جمعيات أدبية عديدة ، هل لدينا جمعيات أدبية متخصصة في أدب الأطفال ؟ أو أعلامهم أو ثقافتهم ؟ وما نقوله عن أدب الأطفال والاهتمام به ينسحب علي بقية المجالات ، كالموسيقي ، والفنون التشكيلية ، والفنون الشعبية ,و..و...
وكلها في أمس الحاجة إلي المزيد من الجهد .
في  أوربا وأمريكا هناك تضافر وتعاون ما بين التعليم والثقافة ،كتاب المطالعة في كافة سنوات الدراسة حافل بالإعمال الأدبية الخاصة بمن هم اقل من 18 سنة ، وكتاب المطالعة كتاب أدبي وليس تجميعها لمواد تعليمية لسن ضمن المنهج الدراسي ، إذ أن كل ما نحس أننا لم نعلمه لأبنائنا نلقي  به  داخل غلاف كتاب المطالعة الذي هو في الغرب نصوص أدبية وأشعار وعناية قصوى باللغة القومية.
التعاون بين التعليم وكافة الهيئات والمؤسسات يجعل المدرسة صانعة لثقافة الطفل ، لذلك لا نجد لديهم مراكز وهيئات تصنع الثقافة ، لأن المدرسة تحضر عمليا لتقيم الأساس ، متعاونة مع البيت المستنير ، وأجهزة الأعلام الجماهيرية من إذاعة مسموعة ومرئية ، بجانب المجلات التي تلقي إقبالا كبيرا من الأطفال ، أما دور النشر فأنها تتسابق في إصدار أعمال رائعة لأطفالهم بملايين النسخ.
  والسؤال :
ـ ماذا لدينا الآن في مجال ثقافة الطفل ؟
أجهزة الأعلام بلا صلة حقيقية بالمؤسسات الاخري .. وبرامج الأطفال في الإذاعة لا تلقى إذنا صاغية ، وتذاع هذه البرامج في أوقات غير مناسبة ، ولا تستغرق إلا دقائق محدودة ، لا يعرف الأطفال مواعيدها وسط الزحام ونظن أن الأطفال قد انصرفوا عنها ،وعن برامجهم علي الشاشة الصغيرة ، وكلها صباحية أثناء انشغال الأطفال في المدرسة ، أو خلال استذكار دروسهم وعمل واجباتهم المدرسية ..
هناك برنامج وحيد علي القناة الثانية اغلب مادته مأخوذ عن البرنامج الامريكى (شارع السمسم ) أو على نفس النمط ..
نحن  أصبحنا لا نستثمر أجهزة الأعلام مسموعة ومرئية بشكل يدعو للارتياح، أما مجلات الأطفال في بلادنا فقد انهارت ، وأصبحت توزع أعدادا محدودة  ، ولا تلقي الإقبال ، بعد أن كان توزيعها معقولا وبالآلاف ، ولابد وان توليها نقابة الصحفيين شيئا من الاهتمام .
وليس لدينا مسرح حقيقي للأطفال ، يقدم المسرح القومي للطفل مسرحية أو مسرحيتين في السنة ،ويكتفي مسرح العرائس بواحدة ..وربما كانت مسارح هيئة قصور الثقافة أنشط ، وتجمد المسرح المدرسي  ومسرح المجلس القومي للشباب ..
وفي مجال السينما يدهشنا أن نقيم مهرجانا سنويا عالميا دون أن نشارك فيه بفيلم وذلك على مدي عشرين عاما ..
ولعل (كتاب الطفل ) هو محور الاهتمام الحقيقي وذلك بفضل اهتمام الرعاية المتكاملة به ، وحماسة دور النشر
.حكومية وخاصة له ..وان كان معرض القاهرة الدولي  لكتب الأطفال قد توقف على مدي السنوات الثلاث الماضية بضمه لمعرض كتب الكبار ..
وتعرضت كتب الأطفال إلى مشكلة كبيرة بسبب معونة قدمت إليها ، وكانت ذات حدين : امتلأت رفوف المكتبات المدرسية بكتب منحة أعطيت لها .وهي كتب تخلوا من أمور الدين ، والتاريخ الوطني والقومي ، وتعثرت أمور المكتبات المدرسية بوزارة التعليم ، وتوزيع الكتب وبيعها في الأسواق ليس كما نرجو ونتمنى ..
ولابد من دراسة جادة ومتعمقة لكتاب الطفل في المرحلة الراهنة تنمية للايجابيات وتخلصا من السلبيات .
ومن المؤكد أننا لن نستسلم ولن نرضخ للظروف التي تحول بيننا وبين تنمية ثقافة الطفل لأنها قضية المستقبل ولا نستطيع أن نغفله ونتغافل عنه.
 ونحن لم نطرح هذا السؤال حول تقدم أو تراجع ثقافة الطفل في بلدنا لكي نجيب عليه إجابة كاملة شاملة بل نحن نثير به قضية غاية في الأهمية ، ولابد وان نشارك فيها كافة الهيئات والأجهزة والأفراد ممن يعملون في المجالات المختلفة ، وكلهم رغبة وغيره في الدفع به إلي الأمام ، في عالم صراعه من اجل أطفاله يتجاوز صراعاته وتنافسانه ، وذلك واضح إذ تخصص لهم نسب عالية في ميزانيات التعليم والصحة والثقافة ما يتجاوز في كثير من الأحيان ما يتم تخصيصه للقوات المسلحة والدفاع ..
الدول تخوض حروبا من اجل أطفالها والمهزوم فيها لن تجديه الجيوش بكل أسلحتها .. وقد يدهش البعض عندما نذكر أن ثقافة طفل ما قبل المدرسة تلقي اهتماما يتجاوز المنافسة الضارية في مجالات الذرة والفضاء.                             

الخميس، 21 يونيو 2012

"الدجاجة تصبح ديكًا" قصة للأطفال بقلم: د.إيمان بقاعي

الدجاجة تصبح ديكًا
د.إيمان بقاعي 

وقفتِ الدَّجاجةُ البيضاءُ أمامَ مرآتِها بعدَ أن غسلتْ وجهَها كي تمْشُطَ شعرَها. لكن!
آه!
ما هذا؟
يا إلهي!
تأملتْ صورةَ وجهِها في المرآةِ، فإذا بها ترى عُرْفًا كعُرْفِ الدّيكِ قد نبتَ في أعلى رأسِها.
ركضتْ في الخُمِّ بخوفٍ واتجهتْ إلى جدّتِها الجالسةِ تحوكُ صوفًا.
وبعد أن تأملتِ الجدةُ العُرفَ ضمّتها إلى صدرِها وهي تمسح دموعَها قائلةً:
_ لقد نبتَ لكِ عُرفٌ لأنكِ في الفترةِ الأخيرةِ تشبهتِ بالدّيكِ في الصياحِ والقتالِ، وكلُّ مَن يتشبّهْ بآخرَ يصبحْ مثلَهُ.
وبينما لم تكفَّ الدجاجةُ البيضاءُ عن البكاءِ، كانت الجدةُ تقول لباقي حفيداتِها اللَّواتي أُصبنَ بالرّعبِ:
_ كُنَّ أنفسَكُنَّ!

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

"الشَمْبَانزِى يضْحَكُ " قصة للأطفال بقلم : يعقوب الشارونى


الشَمْبَانزِى يضْحَكُ
يعقوب الشارونى

فى حديقةِ الحيواناتِ ، وقفَ الدبُّ الأبيضُ تحتَ رشاشِ الماءِ المتساقطِ فوقــَـهُ من سقفِ القفصِ الواسعِ . وشاهدَ فى القفصِ المجاورِ له دبًّا ضخمًا أسمرَ اللونِ ، فصاحَ به : " ما الذى غيَّرَ لونـكَ إلى هذا اللونِ الداكنِ ؟ "

أجابَ الدبُّ الأسمرُ : " بل هو لونى الذى أحبُّهُ ، ولولاه لما استطعْتُ أن    أعيشَ " .

قالَ الدبُّ الأبيضُ : " بل اللونُ الأبيضُ هو الذى يحمى الدبَّ فيعيشُ ... إن لونى الأبيضَ يُخفينى بينَ الثلوجِ فلا يرانى الصيَّادونَ .. كما يُخفينى عن الصيدِ الذى أصطادُهُ فأستطيعُ أن أجدَ طعامى " .

 وفــى تكاسُــلٍ جلسَ الــدبُّ الأسمرُ وقــالَ : " أمــا أنــا فأعيشُ فــى الغاباتِ ، واللونُ الأسمرُ يُخفينى بين ظلالِ الأشجار فلا يرانى الصيادون ، وأستطيعُ به أن أتخفــَّـى فأصيدَ ما أشاءُ " . 
 ابتعدَ الدبُّ الأبيضُ وهو يقولُ : " هذا غريبٌ .. فأنا مُؤمِنُ أنه بغيرِ اللونِ الأبيضِ لا يُمكِنُ للدبِّ أن يعيشَ ! " 
 وفى إصرارٍ قالَ الدبُّ الأسمرُ : " بل أنا واثقٌ أنه بغيرِ اللونِ الأسمرِ ، لا يُمكِنُ للدبِّ أن يعيشَ ! "

وسمعَ الشمبانزى هذا الحوارَ الغريبَ ، فضحكَ فى أسفٍ وهو يقولُ لزوجتِهِ :   " أجسامٌ ضخمةٌ ، وعقولٌ ضعيفةٌ ، فكلُّ واحدٍ منهما لا يُريدُ أن يتصوَّرَ نفسَهُ فى بيئةِ    الآخرِ ، فتــَـجمَّدَ خيالُهُ وتعطَّلَ تفكيرُهُ " .


السبت، 16 يونيو 2012

نريد اهتماما أكبر بأطفالنا من خلال التربية والتعليم والثقافة والإعلام بقلم: عبده الزرّاع


نريد اهتماما أكبر بأطفالنا
من خلال التربية والتعليم والثقافة والإعلام

عبده الزرّاع
مازلنا ننظر إلى أطفالنا فى مصر على أنهم شىء عابر فى حياتنا، رغم ما وصل إليه العالم من تطور علمى وتكنولوجى، ساهما بشكل كبير فى تثقيف الطفل وتطوير طرق تفكيره، وإعمال عقله، وإطلاق خياله، كل هذا يدور حولنا ولم يكن لدينا خططا علمية للنهوض بوعى وثقافة الطفل، وكل المؤسسات التى تعمل فى مجال الطفولة تعمل بمعزل عن الأخرى، مما يؤدى إلى عشوائية فى التفكير، وقصور فى الرؤيا، دون النظر بعين الاعتبار إلى جوهر الفكرة، بإعتبار أن الاستثمار الحقيقى فى الأطفال، فلو أخلصنا النوايا، وعملنا وفق منهج علمى سليم، وخطط استراتيجية طويلة المدى، تنفذ من خلال المؤسسات الحكومية والأهلية، ممن تعمل فى هذا المجال، لكان للطفل المصرى شأن آخر، وأصبح فى طليعة أطفال العالم.
 ولكن فى العشر سنوات الأخيرة، بدى هناك إهتمام ملحوظ  بثقافة الطفل تبنته سوزان مبارك حرم الرئيس المخلوع، لكنه إهتمام سطحى غير حقيقى، إعتمد على البروباجندا الإعلامية، والاهتمام بطفل الطبقة الأرسطقراطية فى المجتمع، ولم يستفد منه أبناء الفقراء الذين يمثلون السواد الأعظم من أبناء الشعب المصرى.
 وفى رأيى أنه لا يمكن النهوض بالطفولة فى مجتمعنا إلا من خلال خطط واستراتيجيات مشتركة بين عدة وزرات يقع على عاتقها عبء كبير، مثل: وزارة التربية والتعليم التى يقع عليها العبء الأكبرلأنها هى المؤسسة العلمية والتربوية التى تحتضن الطفل منذ بواكير عمره، أى بداية من مرحلة الروضة إلى مرحلة الثانوية العامة التى ينطلق منها إلى الجامعة.
ولا يتم هذا إلا من خلال تغيير المناهج الدراسية بشكل علمى مدروس يضعه علماء أجلاء متخصصون فى مجالات العلم المختلفة، وأدباء كبار فى كجال الأدب، بدلا من استيراد طرق تدريس ومناهج غربية لا تتفق بحال مع جوهر وثقافة المجتمع.
وعودة حصص الأنشطة التى تقلصت فى بعض المدارس، وألغيت تماما فى مدارس أخرى، فهل يعقل أن تلغى حصة المكتبة أو (القراءة الحرة) التى كانت من أهم وأقرب الحصص إلى قلوبنا، وحصة الموسيقى التى تساهم بشكل فاعل فى إطلاق خيال الأطفال وترقيق مشاعرهم ووجدانهم، وحصة التربية الرياضية (الألعاب) التى كانت تفرغ طاقات الأطفال وتنشطهم بدنيا وعقليا ليعودوا إلى الفصول مرة أخرى أكثر استيعابا للدروس،  وحصة الزراعة التى كانت تجعلنا أكثر وعيا بطبيعة زراعتنا ومحاصيلنا، وتربطنا بالأرض التى هى الوطن فى الأساس.
حدث أن وزير التربية والتعليم السابق الدكتور يسرى الجمل أراد إلغاء تدريس حصة الرسم من المدارس لولا أن هاجت الدنيا وقامت ولم تقعد ما كان تراجع عن قراره، يومها كتبت مقالا فى جريدة القاهرة بعنوان (وزارة التربية والتعليم تريد قتل الخيال) منتقدا ما ذهب إليه الجمل، فلولا حصة الرسم  وتفوقى فيه ما عرفت طريقى للقراءة والكتابة، ومن ثم أؤكد على أنها كانت مؤامرة لتدمير أطفالنا وخطة مدروسة بليل لقتل خيالهم، ووأد أفكارهم فى مهدها حتى لا يكون لدينا مستقبل مرموق، فالأطفال هم بناة المستقبل، ولا مستقبل لأمة بدون عقل أو خيال، فجميع الأفكار والاختراعات العظمى كانت محض خيال، وأصبحت واقعا ملموسا.
وإن كانت الثورة أتت لتنقظنا من ربقة الحكم الظالم، كى نمارس حريتنا، لذا لابد وأن نصلح ما أفسده الديكتاتور، ونقف وقفة جادة مدافعين عن مستقبل بلدنا وأولادنا، بضرورة تغير مناهج التربية والتعليم.
ثانيا: وزارة الإعلام، فدورها توعوى مهم خاصة من خلال الإذاعة والتليفزيون بقنواته المخلفتة حكومية ومتخصصة، الذى مازال لا يقدم للطفل المصرى ما يشبع رغباته وتعطشه للثقافة والإبداع، وأن البرامج الخاصة بالطفل برامج فى مجملها عقيمة ولا تتناسب بحال مع تفكير طفل اليوم، فأين البرنامج الجاد الذى يحرك خياله ووجدانه؟ وأين دراما الأطفال المصرية التى ليس لها وجود فى التليفزيون المصرى.
والعجيب فى الأمر أن المسلسلات المصرية التى ينتجها صوت القاهرة أو قطاع الانتاج، لا تعرض فى التليفزيون المصرى –إلا نادرا- وتباع للقنوات الفضائية العربية لتحتكر عرضها، ويحرم منها الطفل المصرى التى كتبت له خصيصا ، ناهيك عن هروب نجوم الفن والأدب من ممثلين ومخرجين وكتاب من العمل فى مجال دراما الأطفالـ، فمازال ينظر إليها على أنها أعمال قليلة القيمة تقدم إلى حفنة من الصغار، ولتدنى أجورهم فى تلك الأعمال تصل لأقل من ربع أجورهم فى مجال الدراما التليفزيونية للكبار، فلماذا إذن يرهقون أنفسهم دون طائل معنوى أو مادى مجز؟، وأين فيلم الطفل المصرى؟ حتى الآن لم يكن لدينا فيلما مصريا للأطفال يشار إليه على أنه فيلما متميزا، رغم أن لدينا المهرجان الدولى لسينما الأطفال الذى يعتبر من أهم مهرجانات سينما الأطفال فى العالم، وأين أفلام الكرتون للأطفال؟ فمازلنا حتى الآن لا نستطيع عمل صناعة أفلام كارتون جيدة وبتقنية عالية، لأسباب عدة أولها: التكلفة المادية العالية التى يتكلفها هذا الفن،والتى تحتاج لمؤسسات الدولة الثقافية والإعلامية  لتبنيها وفق خطة مدروسة سلفا، علاوة على ندرة المتخصصين فى هذا المجال، عدم دعم هذه الصناعة من الدولة بشكل كاف، مما أدى إلى انصراف أطفالنا إلى الكارتون المستورد الذى يأتى إلينا من أوربا وأمريكا بأسعار زهيدة، ورغم جودته ورخص ثمنه، وتقنيته العالية فى الصناعة والابهار إلا أن له أخطار جانبية كثيرة لما ينطوى عليه من عنف، وتكريس ثقافة الآخر التى لا تتفق بحال مع ثقافتنا العربية والاسلامية وأخلاقنا المصرية والعربية، إذن هناك تقصير صارخ من 
وزارة الإعلام  والثقافة فى التوجه الصحيح والأصيل لأطفالنا.
ثالثا: المجلس القومى للشباب، من خلال الاهتمام بالطلائع والأطفال، وإقامة ورش ومسابقات للكتابة والرسم، ومسابقة البرلمان الصغير وغيرها من البرامج التثقيفية
والتوعوية للأطفال.
رابعا: وزارة الثقافة بكل قطاعاتها التى تعمل فى مجال الطفولة، مثل: المجلس الأعلى للثقافة ممثلة فى المركز القومى لثقافة الطفل، ولجنة ثقافة الطفل، وهيئة قصور الثقافة ممثلة فى القصور المتخصصة فى الطفل، والادارة العامة لثقافة الطفل،وهيئة الكتاب ممثلة فى سلاسل كتب الأطفال، وهيئة المسرح ممثلة فى المسرح القومى للأطفال، كل هذه القطاعات فى الوزارة كل قطاع يعمل بمعزل عن الآخر، مما يؤدى إلى تشابه وتكرار فى الخطط  والبرامج، وكان يجب أن يكون هناك خططا وبرامجا مشتركة  وبروتوكولات تعاون بين هذه القطاعات وقطاعات أخرى فى وزارات مختلفة حتى نعيد للطفل المصرى حقوقه المهدرة على مدى سنوات كثيرة مضت حتى نصل به لبر الأمان، ويعود لمصر وجهها الوضاء.

الجمعة، 15 يونيو 2012

"شمس وقمر " قصة للأطفال بقلم: عزة أنور

شمس وقمر
 عزة أنور 
سارة ويارا توأمان جميلتان ، لا تكفان عن اللعب معًا، ذات يوم أرادتا أن ترسما لوحة ، أحضرت يارا ورق الرسم وأحضرت سارة علبة الألوان .
 رسمت سارة أزهارًا ففاح أريجها علي الفور، ورسمت يارا أشجارًا فغردت العصافير فوقها في الحال ..
 ضحكت يارا ولوحت لعصافيرها ، وقبلت سارة أزهارها ، لكنهما صمتتا فجأة وقالتا في صوت واحد : اللوحة ينقصها شيء.. 
 قالت سارة : نرسم شمسًا 
 بينما قالت يارا : نرسم قمرًا 
 سارة رفضت وقالت: العصافير تنام عندما يأتي المساء فلا ترسم مع القمر ، لكن يارا أصرت علي موقفها وكذلك سارة ، وخاصمت كل منهما الأخرى.
 ظلت ورقة الرسم وحيدة فوق درج المكتب تنظر لهما بأسى ، لكن عند المساء قالت يارا لنفسها : لم يكن لطيفًا مني أن أغضب أختي الصغيرة.. صحيح هي أصغر مني بخمس دقائق فقط . لكنها الصغيرة علي أية حال ، كما أن الشمس كانت ستدفئ اللوحة . 
وقالت سارة لنفسها أيضًا : لماذا ضايقت أختي الكبيرة ؟ صحيح هي أكبر مني بخمس دقائق فقط لكنها الكبيرة علي أية حال ، كما أن قمر يارا كان سينير اللوحة . تسللت سارة في الظلام ورسمت فى اللوحة قمرًا لكي تفاجئ به يارا ، وكذلك فعلت يارا أيضًا حيث تسللت في الظلام ورسمت شمسًا .
 في الصباح فوجئت الاثنتان بما حدث فضحكتا وقالتا في صوت واحد :
 شمس وقمر في لوحة واحدة!!
ولم تعرف يارا و سارة أن النجوم التي في أعينهما كانت تضحك وتصفق لهما .

الخميس، 14 يونيو 2012

"أطفال الحجارة " قصيدة للأطفال بقلم: نوال مهنى


 أطفال الحجارة
نوال مهنى

فهم في قلوبنا دائما و أبدا و لم ننسهم يوما
أليس كذلك أحبتي في الله ؟؟


قَصَّتْ لَنَا أُمِّي *** عَنْ ظَالِمٍ جَبَّارْ
يَأْتِي لِقَرْيَتِنَا *** فِي صُحْبَةِ الأَشْرَارْ

يَغُزُو مَنَازِلَنَا *** يَتَسَلَّقُ الأَسْوَارْ
يُفْنِي مَزَارِعَنَا *** وَيَقْطَعُ الأَشْجَارْ

قَالَتْ لَنَا أُمِّي *** تَتَوَقَّعُ الأَخْطَارْ
إِيَّاكَ يَا وَلَدِي *** أَنْ تَأْمَنَ الْغَدَّارْ

فَجَلَسْتُ فِي حُزْنٍ *** تَنْتَابُنِي الأَفْكَارْ
هَدْمٌ يُحَاصِرُنِي *** ذَا بَيْتُنَا يَنْهَارْ

فَوَقَفْتُ فِي فَزَعٍ *** أَرْنُو إِلَى الأَحْجَارْ
سَتَكُونُ عُدَّتَنَا *** وَسِلاَحَنَا الْبَتَّارْ

وَجَمَعْتُ عَائِلَتِي *** وَتَلاَقَتِ الأَبْصَارْ
عَارٌ تَخَاذُلُنَا *** لَنْ تُقْبَلَ الأَعْذَارْ

أَحْجَارُ مَنْزِلِنَا *** تَبْكِي عَلَى الأَبْرَارْ
هَيَّا لِنَحْمِلَهَا *** نَرْمِي بِهَا الفُجَّارْ