لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الاثنين، 12 نوفمبر 2012

" الزهرة البخيلة "قصة للأطفال بقلم:أحمد الليثى الشرونى



الزهرة البخيلة

أحمد الليثى الشرونى 

    مساحة كبيرة من الزهور يزرعها عم" مسعود "النحَّال كما يسمونه أهل القرية ، وعلى مقربة منها يوجد منحل كبير أقامه منذ عدة سنوات ، وهو رجل نشيط ومبتسم طوال الوقت ، يستيقظ قبل طلوع الشمس ليشاهد النحل وهو منطلق نحو حديقة الزهور ، يحط النحل سعيداً فوق الزهور يداعبها ثم يمتص رحيقها .

     ذات صباح لاحظت زهرة أن رفيقتها التى بجوارها لايحط عليها النحل رغم أنها متفتحة فراحت تسألها   :

   -  لماذا يارفيقتى لا يحط عليك النحل ؟

   فأجابتها بغرور :

-         ولماذا يحط علىَّ النحل ؟

-         كى يمتص الرحيق منك مثلنا .

-         أنا لاأسمح لأحد يمتص رحيقى , فهو ملك لى .

سمعت زهرة أخرى هذا الحوار وتدخلت قائلة بحدة وعنف :

-         أنت زهرة بخيلة ، ألم تعلمى أن دورنا فى الحياة هو إفراز العبير لكى نسعد به الناس ونكون أيضاً غذاءً للنحل والحشرات الأخرى .

-         ولماذا كتبت علينا سعادة الناس ؟  ولماذا أيضاً يتغذى علينا النحل كما تقولين ؟  فليذهب النحل بعيداً عنا ويتغذى على أشياء أخرى .                           

احتدم الخلاف بينهما وتجمعت الزهور حولهما ، وارتفعت الأصوات  فتنبَّه  العم" مسعود" لهذا التجمع  وانطلق نحوهم ، وحينما وصل سأل إحدى الزهور عما يحدث ، فقصت عليه الخبر ، فتقدم واخترق جمع الزهور وقال فى أدب :

-  أين الزهرة التى تمنع عبيرها عن النحل ؟     

 فرفعت إليه جيدها فى زهو ، ونفضت أوراقها  :
   - ها ...... أنا تلك الزهرة  .
   -  ولماذا تفعلين ذلك أيتها الزهرة الرقيقة الجميلة ؟
   - أنا حرة   ....  أمنح وامنع كيفما أشاء وليس لأحد سلطة علىَّ .
-    إذن طالما أنت تفهمين الحرية هكذا ,فأنا من الآن سأمنع عنك                                                                                                                                   الماء والغذاء لأنه ملك لى ، وقد منحنى الله عز وجل إياه وها أنا  أقدمه لك ولرفاقك فى هذه الحديقة ولكن من الآن أنت ممنوعة من الماء والغذاء ولتبحثين لك عن مصدر آخر بعيداً عنى .  
   ارتجفت الزهرة وشعرت بالخوف ولم تستطع أن ترد ، فقالت لها زهرة أخرى  :
-         ما رأيك يارفيقتى فيما سمعت ؟
-         أعطونى فرصة ، سأفكر فى الأمر قليلاً .               
رد العم مسعود : 
-    ليس هناك وقت للتفكير أيتها الزهرة الجميلة فالقضية محسومة ،إن الله عز وجل منحنى الماء،  وها أنا أقدمه لك عن رضا، ودورك أنت إفراز العبير وتقديمه للنحل عن رضا ، ودور النحل إفراز العسل اللذيذ وتقديمه للإنسان أيضاً عن رضا, وواجب على الإنسان أن يشكر ويعبد الله عز وجل الذى منحنا كل شىء فى الوجود ,فلكل مخلوق دور فى الحياة  .
سمعت الزهرة هذا الكلام من عم" مسعود " وانتابتها حالة من الحزن الشديد عما بدر منها وصاحت قائلة :
-    أنا آسفة يا عم" مسعود "...... آسفة يارفاقى لقد أسأت إليكم ، وأرجو منك ياعم "مسعود" أن تنقل اعتذاري للنحل وأخبره أنه منذ الصباح الباكر سأقدم له عبيرى عن رضا وامتنان . 

___________________________________              

ليست هناك تعليقات: