لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الاثنين، 13 أغسطس 2012

"صراعٌ فَوْقَ الرَّفِّ ! " قصة للأطفال بقلم: يعقوب الشارونى


صراعٌ فَوْقَ الرَّفِّ !

حكايات حول السلام الإجتماعي

يعقوب الشارونى

        على رفٍّ فى بيتِ الصغيرَيْنِ رشا ورشاد ، التفتَ كتابُ المطالعةِ المدرسِىُّ إلى يمينِهِ ، فوجدَ كتابًا قصصِيًّا كلُّهُ رسومٌ مُلوَّنةٌ مطبوعًا بحروفٍ جميلةٍ كبيرةٍ .

اهتزَّ الكتابُ المدرسِىُّ فى قلقٍ ، ولامَسَ غِلافَ الكتابِ القصصِىِّ وقالَ له : " هذا الرفُّ كانَ مُخصَّصًا لى وحدى ، فما الذى جاءَ بكَ إلى هنا ؟! "

قالَ الكتابُ القصصِىُّ : " رشا ورشاد يُحِبَّانِ قصصى ورسومى " .

قالَ الكتابُ المدرسِىُّ : " لكننى أنا الذى أعلِّمُهم إجادةَ اللغةِ العربيةِ ، والكلماتِ الجديدةَ ، ويتدرَّبونَ معى على أساليبِ التعبيرِ الرشيقةِ البليغةِ " .

تــَـمايَلَ الكتابُ القصصِىُّ فى رشاقةٍ ، فظهرَتْ صفحاتــُـهُ المُلوَّنةُ وقالَ :

" لكننى أنا الذى أثيرُ خيالَ الأطفالِ وأُشجِّعُهم على مزيدٍ من القراءةِ ، بما أحتويه من جاذبيةٍ وتشويقٍ . ولا يحتاجونَ معى إلى مُدرِّسٍ يشرحُ الكلماتِ  الصعبةَ أو العباراتِ غيرَ المفهومةِ " .

هنا أحسَّ الكتابُ المدرسِىُّ بالضيقِ  وقالَ :

" قد يُحِبُّكَ الأطفالُ لكنهم يحترمونــَـنى أنا ، فمن غيرِ معاونتى لهم  لن يُجيـدوا قراءةَ ما تقدِّمُهُ أنت وأصحابُكَ من قِصَصٍ وشعرٍ ومسرحٍ ومعلوماتٍ " .

وأدرك الكتــابُ القصصِــىُّ سخافــةَ هــذا التفاخــرِ بينــَـهُ وبيــنَ الكتابِ المدرسِىِّ ، فقالَ فى رحابةِ صدرٍ : " الصحيحُ أنه لا يُمكِنُ أن يستغنِىَ أحدُنا عن صاحبهِ ، لكى يستخدمَ الأطفالُ ما تعلَّموهُ معَكَ ، فى فهمِ ما أقدِّمُهُ أنا لهم " .

ليست هناك تعليقات: