لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



السبت، 15 أكتوبر 2011

"فستق وبندق" قصة للأطفال بقلم نوال مهنى

فستق وبندق
نوال مهنى
صحا الصيادُ العجوزُ منَ النومِ متعباً فنادى على ابنيهِ فستقٍ وبندقٍ قائلاً:
- يا أبنائي أنا مُتْعَبٌ جداً، ولا أستطيعُ الصيدَ في هذا اليومِ، وأرى أن تذهبا أنتما
للصيدِ وتتركاني أستريحُ.
أجابَ الصَّبِيَّان: سمعاً وطاعةً يا أبي.
قالَ الأبُ: هَلْ ستسمعانِ نصيحتي!؟
قالَ فُسْتُقٌ: طبعاً طبعاً، سوفَ نسمعُ جيداً ما تقولُ.
وقالَ بُنْدُقٌ: لابدَّ أَنْ نطيعكَ فيما تأمرُ.
فرحَ الأبُ وقبَّلَ رأسَ كلٍّ من فستقِ وبندقِ، ثم قالَ لهما:
- لقد تعلمتما منِّي فنونَ الصيدِ فاعملا كما علمتُكما، وعليكُما بالتعاونِ فهو طريقُ
النجاحِ، وإيَّاكما والخلافَ فهو طريقُ الفشلِ, فإذا وصلتُما إلى البحيرةِ فليُلْقِ أحدُكما
بالشبكةِ وينتظرْ حتى تمتلِئَ بالأسماكِ فيجذبَها خارجَ البحيرةِ، ثم تعاونا في جمعِ
الأسماكِ من داخلِها ووضعِها في السلَّةِ، وعلى الثاني أَنْ يجلسَ بجوارِ السلَّةِ لحراستِها
وانتقاءِ الأسماكِ الصغيرةِ وإعادتِها إلى البحيرةِ حتى تكبرَ؛ حفاظاً على الثروةِ السمكيةِ، فالسمكُ الصغيرُ لا يُشْبِعُ الجائعَ، وثمنهُ زهيدٌ. ومنَ الأفضلِ تركهُ في الماءِ
حتى يكبرَ. هيَّا.. اِذهبا على بركةِ اللهِ.
خرجَ الأخوانِ وحملَ أحدُهما الشبكةَ، وحملَ الآخرُ السلةَ وفيها بعضُ الطعامِ، وذهبا إلى البحيرةِ. وعندما وصلا إلى الشاطئِ قالَ فستقٌ لبندقٍ:
- اِبْقَ أنتَ بجوارِ السلةِ، وأنا سأختارُ موقعاً على الشاطئِ لألقي شبكةَ الصيدِ، وأجلسُ لمراقبتِها.
- قالَ بندقٌ: ولماذا لا تجلسُ أنتَ بجوارِ السلةِ وأذهبُ أنا للصيدِ؟
- أجابَ فستقٌ: بصراحةٍ! أنا أُحْسِنُ الصيدَ أكثرَ منكَ.
غضبَ بندقٌ وصاحَ في وجهِ أخيهِ: بَلْ أنا أذكى منكَ وأقوى.
اشتدَّ الخلافُ والنزاعُ بين الأخوينِ، فاقترحَ فستقٌ تقسيمَ الشبكةِ إلى نصفينِ كي يذهبَ كلُّ واحدٍ ويصطادَ بمفردهِ.
وافقَ بندقٌ على الاقتراحِ، فأخرجَ فستقٌ سكيناً منَ السلةِ وبدأَ في قطعِ خيوطِ الشبكةِ وتقسيمِها إلى نصفينِ، وأخذَ كلٌّ منهما نصفاً، وذهبَ للصيدِ بمفردهِ.
كانَتْ حصيلةُ الأسماكِ قليلةً، لأنَّ الشبكةَ لَمْ تكُنْ مُحْكَمةً بعدَ تقسيمِها، فكانَتِ الأسماكُ تدخلُ إليها ثم تهربُ منها.
وضعَ فستقٌ كلَّ ما اصطادَهُ في السلةِ، وكذلكَ فعلَ بندقٌ. وظلا يتحركانِ بالشباكِ ثم يعودانِ إلى السلةِ لوضعِ الأسماكِ فيها، وتركاها دون حراسة!.
اقتربَ المغربُ، فجمعَ الأخوانِ شباكَهما وعادا إلى السلةِ ليجداها فارغةً! فقَدِ انتهزَ بعضُ اللصوصِ فرصةَ انشغالِ فستقٍ وبندقٍ بالصيدِ بعيداً عنِ السلةِ، فسرقَ الأسماكَ،
ووضعَها في كيسٍ وهربَ!.
عادَ فستقٌ وبندقٌ إلى البيتِ وليسَ معَهُما سوى الشبكةِ المُمَزَّقَةِ والسلةِ الفارغةِ، ويبدو عليهما الحزنُ.
سألَ الأبُ عمَّا حدثَ!؟ فحكى لهُ فستقٌ كلَّ ما حدثَ. ثم حكى بندقٌ لأبيهِ نفسَ الحكايةِ.
غضبَ الأبُ وصاحَ: لقَدْ حذَّرْتُكما من عواقبِ الخلافِ؛ لأنه طريقُ الاخفاقِ،
ونصحتُكما بالتعاونِ لأنهُ طريقُ النجاحِ، فلم تعملا بالنصيحةِ!.
لقَدْ فسدتِ الشبكةُ بعد تمزيقِها نصفينِ، وضاعتِ الأسماكُ، وضاعَ معها مجهودُ اليومِ كلُّهُ.
خفضَ الأخوانِ رأسَيْهما، وشعرا بالخجلِ والندمِ، واعترفا بالخطأِ.
قامَ فستقٌ بالاعتذارِ لأبيهِ، وكذلكَ فعلَ بندقٌ؛ ووعداهُ بعدمِ تكرارِ ما حدثَ. وأَنْ يعملا بنصيحةِ الكبارِ.

ليست هناك تعليقات: