لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الأحد، 5 يونيو 2011

"ريم تقابل شهداء 25 يناير" قصة للأطفال بقلم محمد عاشور هاشم

ريم تقابل شهداء 25 يناير
محمد عاشور هاشم
ما إن دخل بابا ريم إلى البيت حتى أسرعت إليه ريم مرتمية في حضنه ، مستفسرة عن شيء ما رأته في التليفزيون ، وأثار فضولها طويلا :
- من هو الشهيد ؟
ضحك بابا ريم ، وأخذ ريم من يديها وجلس على أحد المقاعد وأجلسها بجانبه وهو يمسح جبهتها وشعرها في حنان وملاطفة . ثم سألها باسما :
- ماذا تعرفين عنه يا حبيبتي ؟
- لا أعرف أكثر مما يقولون عنه في التليفزيون يا بابا !
- وماذا يقولون يا حبيبتي ؟
- يقولون إن الشهداء فدوا مصر بأرواحهم ، وأنهم أبطال عظام . وأن حياة المصريين لو تغيرت للأفضل فستكون بفضل تضحياتهم الكبيرة .. وأشياء أخرى كثيرة لم أفهمها !
طبطب بابا ريم على كتف ريم ، وقال باسما ، وقد أعجبته أسئلة ابنته الذكية :
- حسنا يا حبيبتي .. هل تابعت ما كان يحدث في الأيام الماضية ؟
- نعم .. يا بابا .. كان هناك ناس كثيرون متجمعين في ميدان التحرير ، يهتفون وهم يحملون لافتات وأعلام كثيرة .
- وهل تعرفين بماذا كان يهتف هؤلاء ؟
- كانوا يهتفون قائلين ( نريد أن يرحل النظام )
- برافو يا ريم .. أنا فرحان بك للغاية !!
صمتت ريم ، ونظرت إلى أبيها بحيرة وتردد ، ثم سرعان ما طردت عنها ذلك التردد ، وسألت أباها قائلة :
- ولكن من هو النظام الذي كان يريد هؤلاء الناس أن يرحل ؟
- أولا هؤلاء الناس هم المصريون يا ريم ..أنا وأنت وأصدقاؤك ، وبابا وماما وأخوات أصدقائك . معظم المصريين يا ريم .. أتفهمين يا حبيبتي ؟
- نعم يا بابا !
- أما النظام يا حبيبتي فهم مجموعة المسئولين الذين كانوا يُشرفون على إدارة الحياة في مصر ، ويتحكمون في كل القرارات المتعلقة بأمننا وأماننا وأكلنا وصحتنا وعلاقاتنا ، وتعليمنا ، وصورتنا في الداخل والخارج ، وأشياء أخرى كثيرة يا حبيبتي .
- ولماذا أراد هؤلاء .. ( نظر بابا ريم إلى ريم نظرة منبهة ، فتذكرت ريم وقالت ) هؤلاء المصريون تغيير النظام ؟ هل أغضبهم في شيء ؟
- نعم يا ريم .. لقد أغضب هذا النظام معظم المصريين ، فقد أساء مسئولوه التصرف في كل هذه الأمور التي ذكرتها لك ، وتسببوا في تدهور حالة المصريين ، فانتشر الفقر ، وظهر المرض ، وقل العمل والإنتاج .. وليتهم اكتفوا بهذا ، ولكنهم سرقوا أموال الناس ، وأضاعوا ثرواتهم ، وأخذوا رشاوى نظير أداء الأعمال الموكلة إليهم .. وأشياء أخرى كثيرة يا حبيبتي .
- إلى هذا الحد يا بابا ؟
- نعم يا حبيبتي وأكثر .. لذلك خرج هؤلاء المصريون يطلبون من هذا النظام ( المسئولين فيه ) أن يرحلوا ، ويتركوا أماكنهم لمن هم أصلح وأفضل منهم .
- برافو .. برافو .. يا بابا !
- براقو .. لي أنا يا ريم ؟
- لك يا بابا ولهؤلاء المصريين .. الذين أرادوا أن يغيروا بلادهم للأفضل !
- نعم يا حبيبتي برافو .. وبرافو لك أنت أيضا !
- لي أنا أيضا يابابا ؟!
- نعم يا حبيبتي .
- ولماذا يا بابا ؟!
- لأنك فهمت ما أراده هؤلاء الشجعان !!
صمتت ريم قليلا ، وعادت الحيرة تظهر على وجهها الصغير . قالت بعد قليل :
- ولكنني ما زلت لا أعرف من هو الشهيد .. وماذا فعل لكي يقولوا عنه كل هذا الكلام ؟
ضحك بابا ريم وقال :
- الشهيد ، يا ريم ، هو كل من مات من هؤلاء الناس المطالبين بحقوقهم .
- وهل مات أحد يا بابا ؟
- للأسف يا حبيبتي ..مات أفراد كثيرون ممن كانوا يُطالبون بتغيير أحوال البلاد !
- ولماذا ؟ وكيف ماتوا يا بابا ؟
- ماتوا وهم يحاولون إيصال صوتهم وعرض مطالبهم على هؤلاء المسئولين الظالمين .
- وكيف حدث هذا ؟ هل اعتدى عليهم أحد ؟
- نعم يا حبيبتي .. اعتدى عليهم رجال هؤلاء المسئولين ، ضربوهم بالعصي والهراوات وأطلقوا عليهم الأعيرة النارية ، وقاموا بعمل أشياء سيئة للغاية تجاههم يا حبيبتي .
- إلى هذا الحد يا بابا ؟
- للأسف يا صغيرتي .. فعلوا كل ذلك لكي يسكتوهم ، ويجعلوهم يتخلون عن مطالبهم التي ستسقطهم وتخلع عنهم رداء السلطة الذي ارتدوه لأعوام طويلة متصلة . لكن الحمد لله ، لم ينجحوا في مخططهم ؛ فالذين ماتوا شجعوا الذين لايزالون على قيد الحياة على مواصلة ما بدأوه .. وبمزيد من العرق والكفاح تحقق لهم ما أرادوا .. ورحل ذلك النظام !
- حقا يا بابا ؟
- نعم يا حبيبتي .
صفقت ريم بيديها الصغيرتين فرحة ، وهتفت :
- هيه .. الحمد لله .. فعلها المصريون .. برافو .. برافو ..
- برافو يا ريم .. أنت تفهمين بسرعة ..
- برافو يا بابا لكل من شارك في هذا النجاح الكبير .
- نعم يا ريم ..
- ولكن ..
قالتها ريم وقد تذكرت شيئا ، وبدا على وجهها الأسى ، فسألها والدها عن ذلك قائلا :
- ماذا بك يا ريم ؟
- هؤلاء الأبطال الذين ماتوا !!
- ماذا عنهم ؟
- هل ضاعت حياتهم هكذا هباء ؟!
ظهرت ابتسامة صافية على شفتي بابا ريم ، أسرع يقول وقد أعجبه تفكير ابنته :
- ومن قال هذا يا ريم ؟ ألا تسمعين كل ذلك الثناء والمديح على عملهم من كل أفراد الشعب ؟
فكرت ريم قليلا ثم قالت :
- أجل أسمع .. الناس تتكلم عنهم كلاما جميلا ، ويصفونهم بأحسن الصفات .. يقولون عنهم إنهم شهداء .
- نعم يا حبيبتي .. شهداء . كل من يُضحي بنفسه لكي ينتصر الحق والخير فهو شهيد . يكتسب هذا اللقب من كونه شاهدا – أمام الله عز وجل – على الظلم والظالمين . وهو باكتسابه لهذا اللقب يتال خيرا كثيرا . ففي الدنيا يمتدحه التاس ويثنون عليه . وفي الآخرة يُعطيه الله ثوابا كبيرا ، لا نظير له . بل ويموت الناس ويظل هو حي عند الله في جنات النعيم .
- حقا يا بابا ؟!
- نعم يا حبيبتي .
- الشهداء أحياء عند الله ؟!
- نعم يا ريم ، فقد قال الله تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبل الله أمواتا ، بل أحياء عند ربهم يرزقون ) صدق الله العظيم .
هتفت ريم في فرح حقيقي :
- ما أجمل هذا !! .. الآن ذهب كل ما شعرت به من حزن على هؤلاء الشهداء ، فهم بهذا الثواب يكونون سعداء للغاية .. أليس كذلك يا بابا ؟!
- بلي يا حبيبتي !
سكتت ريم قليلا .. ثم قالت قالت تقترح شيئا بدا لها مهما :
- ولكن إذا كانوا أحياء الآن فلماذا لا نذهب ونقابلهم يا بابا ؟!!
ضحك بابا ريم ، وطبطب على رأس ريم ، ثم شرع يشرح لها الأمر بدقة حتى طابت نفسها !


* سيرة ذاتية للمؤلف :
* الاسم : محمد عاشور محمد عبدالعزيز هاشم .
* الاسم الأدبي : محمد عاشور هاشم .
* جمهورية مصر العربية – مواليد محافظة 6 أكتوبر : 1 / 1 / 1980 م .
* حاصل على بكالوريوس كلية التجارة – جامعة القاهرة ، شعبة محاسبة .
* يكتب الرواية والقصة والمسرحية والسيناريو وله في النقد الأدبي والترجمة " من الإنجليزية "
* عضو الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر 2009 .
* عضو الأمانة العامة للمؤتمر الثقافي الخاص بفرع محافظة السادس من أكتوبر 2010 ، ومقرر لجنة الأبحاث .
* الأمين العام المساعد لمؤتمر 6 أكتوبر الثقافي 2011 م .
* شارك في عدد من المؤتمرات الثقافية في مصر :
- مؤتمر أدباء مصر 2008 م .
- ورشة عمل لمؤلفي ورسامي أدب الطفل "مشروع كتاب المستقبل " مكتبة الأسكندرية ، مايو – يونيو 2009 م .
- مؤتمر أدباء مصر 2009 م الإسكندرية .
- ورشة " كن ليبراليا " لكتاب الطفل حول تنمية مبادئ الليبرالية وحقوق المواطنة عند الأطفال ، برعاية مؤسسة فريدريش نومان الألمانية ، من 26 – 12 – 2009 م وحتى 28 – 12 – 2009 م بالفيوم .
* جوائز في الأدب حصل عليها :
- جائزة سوزان مبارك لأدب الطفل ، عام 2007 م .
- جائزة الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة ، " أدب الطفل " المركز الأول 2010 م .
* كتب صدرت له :
- " جنة الحكايات " مجموعة قصصية للطفل ، عام 2008م ، الناشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب .
* له عدة كتب تحت الطبع .
* ينشر في الجرائد والمجلات والدوريات الثقافية المصرية .
* بيانات الاتصال : بريد إلكتروني :
ash1hashim@gmail.com
محمول : 0118787033 - 002
أرضي : 38190381 -02 -002


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

كيف استطيع التواصل مع الكاتب؟؟